للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣١٦ - يا عين هلا بكيت أربد إذ ... قمنا وقام الخصوم في كبد

قال: والإنسان في بطن أمه في ضيقٍ ثم يكابد ما يكابده من أمر دنياه وآخرته ثم الموت إلى أن يستقر في جنةٍ أو نارٍ.

وفلان يكابد معيشته، أي يقاسي منها ضيقةً وشدةً، قال الشاعر:

وفي الحديث: كبدهم البرد. أي شق عليهم.

ك ب ر:

قوله تعالى: {وإن كان كبر عليك إعراضهم} [الأنعام: ٣٥] أي صعب وشق. قوله: {وإنها لكبيرة} [البقرة: ٤٥] أي شاقة. ثم إن الكبر والصغر اسمان متضايفان باعتبار بعضها ببعضٍ، فرب شيءٍ يكون كبيرًا بالنسبة لما دونه، صغيرًا بالنسبة لما فرقه، ويستعملان في الكمية المتصلة كما في الأجسام نحو: الجمل أكبر من الفرس، كالقلة والكثرة في استعمالهما في الكمية المنفصلة كالأعداد. وقد يتعاقب الكبير والكثير على شيءٍ واحدٍ وذلك بنظرين مختلفين كما في قوله تعالى: {إثم كبير} [البقرة: ٢١٩] قرئ "كبير" و"كثير" بالياء الموحدة والثاء والمثلثة. وقد حررناه بأكثر من هذا في موضعٍ هو أليق به. والأصل استعماله في الأعيان ثم يستعار للمعاني كقوله تعالى: {فيهما إثم كبير} {لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً} [الكهف: ٤٩].

قوله تعالى: {إلى الناس يوم الحج الأكبر} [التوبة: ٣] وصفه بالكبر تنبيهًا على أن العمرة حج أصغر، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: "العمرة هي الحج الأصغر"، ويستعمل ذلك اعتبارًا بتقدم الزمان. ومنه: فلان كبير أي مسن، قال الله تعالى: {وقد بلغني الكبر} [آل عمران: ٤٠]. قال الشاعر: [من المتقارب]

<<  <  ج: ص:  >  >>