للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي مكتوبها، والكتاب المذكور في الآية الكريمة هو القرآن العزيز، سمي بذلك لما جمع فيه من الأخبار والقصص والأحكام والمواعظ والأمثال والأوامر والنواهي والزواجر والإنذار والإعذار والتحذير والبشارة إلى غير ذلك.

وكل ما جمعته فقد كتبته، ومنه قيل لخرز القربة كتب جمع كتبةٍ وأنشد لذي الرمة: [من البسيط]

١٣٢٣ - مشلشل ضيعته بينها الكتب

ومنه: كتبية الجيش، لاجتماع الفرسان، وأنشد: [من الكامل]

١٣٢٤ - وكتبيةٍ آنستها بكتيبةٍ ... حتى إذا اجتمعت نقصت لها يدي

ومنه: كتبت البغلة والقلوص أي جمعت بين شفريها بحلقةٍ ونحوها، وأنشد [من البسيط]

١٣٢٥ - لا تأمنن فزاريًا خلوت به ... على قلوصك واكتبها بأسيار

وسميت الكتابة كتابة لضم الحروف فيها بعضها إلى بعضٍ، والأصل في الكتابة النظم بالخط، وفي المقال النظم باللفظ. ثم قد يستعمل كل منهما للآخر، قال الراغب: ولذلك سمي كلام الله -وإن لم يكتب- كتابًا لقوله: {ألم ذلك الكتاب}. قلت: نصب كتابًا على أنه مفعول اسمي لا أنه خبر ليكن. ويعني بذلك أن القرآن كلام الله مسمى بالكتاب قبل أن يكتب بالخط. وأقرب من ذلك أن يقال: سمي كتابًا لما يؤول إليه من الكتابة في علم الله تعالى، ثم قد يعبر بالكتابة عن الإيجاب

<<  <  ج: ص:  >  >>