للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣٥٥ - فكفكفت مني دمعةً فرددتها ... على النحر منها مستهلٌ ودامع

و «كفوا صبيانكم» أي امنعوهم خوفًا عليهم من الجن أو من بعض الهوام.

ك ف ل:

قوله تعالى: {يكن له كفلٌ منها} [النساء: ٨٥] الكفل: الحظ والنصيب الذي فيه الكفالة كأنه تكفل بأمره، واشتقاقه من الكفالة هي الضمان من قولهم: كفلت فلانًا وتكفلت به لأنه نصيبٌ مضمونٌ. وقال أبو منصورٍ: اشتقاقه من الكفل الذي هو الكساء الحاوي للراكب، وذلك أن الرديف يحوي كساءً على سنام البعير لئلا يسقط عند ركوبه. فكأن ذلك النصيب حافظًا لصاحبه كما يحفظ الكساء الراكب، وقد آل الأمر أن المادة تدل على الحفظ فإن الكفالة بمعنى الضمان تقتضي ذلك كما يقتضيه الكساء المذكور.

قوله: {يؤتكم كفلين من رحمته} [الحديد: ٢٨] أي نصيبين يحفظانكم من المعاصي الموقعة في الهلكة. وقيل: نصيبين من نعمته في الدنيا والآخرة وهما المرغوب إلى الله تعالى فيهما بقوله تعالى: {ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً} [البقرة: ٢٠١]. وقيل: لم يرد هنا بالتثنية مما يشفع الواحد فقط، بل أراد النعم المتوالية المتكفلة بكفالته تعالى. ويكون فيه تنبيهٌ على ما ذكر في قوله تعالى: {ثم ارجع البصر كرتين} [الملك: ٤]. وقولهم: لبيك وسعديك، المعنى: كرة بعد أخرى، وتلبيةً بعد تلبيةٍ، وإسعادًا بعد إسعادٍ. وإنما قال تعالى في جانب الحسنة يكن له نصيبٌ منها، وفي جانب السيئة يكن له كفلٌ منها، لمعنىً حسنٍ ذكره بعض أهل العلم، فقال: الكفل ها هنا ليس هو بمعنى الأول بل هو مستعارٌ من الكفل، وهو الشيء الرديء. واشتقاقه من الكفل، ذلك أن الكفل لما كان مركبًا ينبو براكبه، صار متعارفًا في كل شدةٍ

<<  <  ج: ص:  >  >>