للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكلالة الذي لم يدع والدًا ولا ولدًا. وهذا ينبغي أن يكون أصحها لما تقدم في الحديث. قال أبو منصورٍ: أصلها من تكلله النسب إذا لم يكن الذي يرثه ابنه ولا أبوه. فالكلالة ما عدا الوالد والولد فكأنه قال: وإن كان رجل يورث متكللًا لهم نسبًا.

والكلالة بكون الوارث وتكون الموروث، وهم الأخوة للأم دون الأب، فأما الكلالة في آخر هذه السورة فهي الأخت للأب، قاله الهروي، وقال ابن عرفة: فإذا مات الإنسان وليس له ولد ولا والد فذلك الكلالة، لأن ورثته متكلًا نسبهم. وقال القتيبي: الأب والابن طرفان للرجل، فإذا مات ولم يخلفهما فقد مات عن ذهاب طرفيه فسمي ذهاب الطرفين كلالةً. وقال غيره: كل ما احتف بالشيء من جوانبه فهو إكليل له، وبه سميت الكلالة التكلل النسب، والعصبة- وإن بعدت- كلالة، وتقول العرب: لم يرث فلان كذا كلالةً، لمن تخصص بشيءٍ قد كان لأبيه، وأنشد: [من الطويل]

١٣٧٤ - ورثتم قناة الملك غير كلالةٍ ... عن ابني منافٍ: عبد شمسٍ وهاشمٍ

والإكليل سمي لإطافته بالرأس، وفي حديث جابرٍ: «مرضت مرضًا أشفيت منه على الموت فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني، فقلت: يا رسول الله إني رجل ليس يرثني إلا كلالة» أي يرثني ورثة ليسوا بوالدٍ ولا ولدٍ، وإنما كان يرثه أخواته فهذا واقع على الوارث. وظاهر القرآن يدل على أنه اسم للميت، فإن كلالة من قوله: {يورث كلالةً} [النساء: ١٢] حال من الموروث، ومن جعله اسمًا للوارث قال: تقديره ذا كلالةٍ وقد حققنا ذلك في «الدار» وغيره. وعن أبي بكرٍ وعمر رضي الله عنهما: «سلوني ما شئتم إلا الكلالة».

<<  <  ج: ص:  >  >>