قوله تعالى:{وهو كل على مولاه}[النحل: ٧٦] أي ثقيل، يقال: كل فلا أي ثقل، وكل في مشيه كلالًا: ثقل عنه. وكل السيف: إذا نبا، واللسان: إذا تعب، كلولًا وكلةً وأكل [فلان]: كلت راحلته. والكلكل: الصدر، قال المرؤ القيس:[من الطويل]
١٣٧٥ - فقلت له لما تمطى بصلبه ... وأردف أعجازًا وناء بكلكل
وقال:[من الوافر]
١٣٧٦ - ولما أن توافينا قليلًا ... أنخنا للكلاكل فارتمينا
كأنه سمي بذلك لأنه محل الكلال، فإن البعير يبرك عليه.
قوله تعالى:{كلا إن كتاب الأبرار}[المطففين: ١٨]. اعلم أن كلًا حرف موضوع للردع والزجر، وقد جعلها بعضهم على أضرب:
أحدها: أنه رجع وزجر لقوله تعالى: {فيقول ربي أكرمن}[الفجر: ١٥]{ربي أهانن}[الفجر: ١٦] ثم قال: «كلا» أي ارتدعوا عن هذا الاعتقاد؛ فإن من رزقه الله مالًا لا يدل على كرامته عنده، ولا من حرمه مالًا لا يدل على إهانته عنده، فقد جعل الكفرة ملوكًا.
الثاني: حرف استفتاحٍ، كقوله:{كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون}[النبأ: ٤ - ٥]
الثالث: بمعنى حقًا كقوله: {ثم ينجيه كلا}[المعارج: ١٤ - ١٥]. وهذه يوقف عليها ولا يبتدأ بها.
الرابع: أن بمعنى ليس كقوله: {فيقول ربي أهانن كلا} أي: ليس الأمر كذلك.