للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتحقيق أنها ردع وزجر، وما ذكر من هذا الآي صالح له، وقد حققناه في غير هذا، وذلك بحسب المواد، ولذلك قال الراغب: كلا: ردع وزجر وإبطال لقول القائل، وذلك نقيض «إي» في بعض الإثبات، قال تعالى: {لعلي أعمل صالحًا فيما تركت كلا} [المؤمنون: ١٠٠]. قلت: يعني نقيض «إي» بكسر الهمزة وسكون الياء، ويعني بها حرف الجواب الواقع قبل القسم، كقوله: {إي وربي إنه لحق} [يونس: ٥٣]

ك ل و:

قوله تعالى: {أو كلاهما} [الإسراء: ٢٣] كلا ألفها عن واوٍ بدليلٍ قولهم في مونثع كلتا، فأبدلوا الواو تاءً لأنه قد كثر إبدالها منها في ترة وتولجٍ وتخمة وأخواتٍ لها مذكورةٍ، ولفظهما مفرد، معناهما التثنية، ولذلك روعي هذا مرةً وهذا أخرى، وقد جمع بينهما من قال: [من البسيط]

١٣٧٧ - كلاهما حين جد الجري بينهما ... قد أقلعا وكلا أنفيهما رابي

فراعى المعنى في قوله: بينهما وأقلعا، فثنى، واللفظ في قوله: رابي فأفرد، لكن الأكثر مراعاة اللفظ، ولذلك لم يجيء التنزيل إلا عليه كقوله: {كلتا الجنتين آتت أكلها} [الكهف: ٣٣] ولم يقل: آتتا أكلهما. وزعم الكوفيون أنهما مثنيان لفظًا ومعنىً، وأنه يقال: كل وكلت، وأنشدوا: [من الرجز]

١٣٧٨ - في كلت رجليها سلامي واحده ... كلتاهما قد قرنت بزائدة

وزعم البصريون أنه موضوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>