للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيبويه إلى أن أصلها كينونةً بتشديد الياء فخفف بالحذف، وأصله كيونونة فأدغمت، كميت وأصله ميوت ثم ميت بالقلب والإدغام ثم ميت بالتخفيف. قال الراغب: ولم يقولوا كينونة على الأصل كما قالوا ميت لثقل لفظها. قلت: قوله: ولم يقولوا يعي في المشهور، وإلا فقيل في غيره، وأنشد: [من الرجز]

١٤٠٠ - حتى يعود البحر كينونه

وذهب غيره من النحاة إلى أن وزنها فعلولة، والأصل كونونة، فاستثقلوا واوين مكتنفين ضمةً فأبدلوا الأولى ياء. ولترجيح القولين مقام في غير هذا.

قوله تعالى: {مكانًا شرقيًا} [مريم: ١٦] قيل: هو من كان يكون، والأصل مكون فاعل كمقام. وقولهم: تمكن يتمكن يدل على أصالة الميم، قاله الراغب. ونظيره قولهم: تمسكن من السكن.

قوله تعالى: {فما استكانوا لربهم} [المؤمنون: ٧٦] أي: ما ذلوا وخضعوا. واختلفوا فيه هل هو من «سكن» لأنه ترك الحركة لذله وخضوعه، ووزنه افتعل كاقتدر إلا أنه قد أشبعت الفتحة.

فتولد منها ألف، وهذا ليس من مادتنا في شيءٍ أو من كان فيكون وزنه استفعلوا، والأصل استكونوا فاعل كاستقاموا أصله استقوموا، فيكون مما نحن فيه من المادة.

وفي الحديث: «قلت: وما الكنتيون؟ قال: الشيوخ» يعني الذين يقولون: كنت وكنت، وكان الشيء كذا. فنسبوا إلى ذلك اللفظ فيقال: فلان كاني، فلانة كانية وكنتي وكنتية، قال الشاعر: [من الطويل]

١٤٠١ - وكل امرئٍ يومًا إلى كان صائر

<<  <  ج: ص:  >  >>