البرد: ضد الحر، والبرودة: ضد الحرارة. فتارًة يعتبر ذاته فيقال: برد كذا: اكتسب بردًا. وبرد الماء كذا: أكسبه بردًا. وبرد كذا: ثبت. واختصاص الثبوت بالبرد كاختصاص الحركة بالحر. برد كذا: أي ثبت، لم يبرد بيدي شيء أي لم يثبت.
وبرد فلان: مات، وبرده: قتله، وذلك إما لأنه تذهب حرارته أو لأنه تذهب حركته، ومنه قيل للسيوف: البوارد. ومن ذلك سمي النوم بردًا اعتبارًا ببرد جلده الظاهر، وإما بذهاب حركته، فإن النوم موت. قال:[من الطويل]
١٤٩ - فإن شئت حرمت النساء سواكم ... وإن شئت لم أطعم نقاخًا ولا بردًا
النقاخ: الماء، والبرد: النوم. وعليه حمل قوله:} لا يذوقون فيها بردًا ولا شرابًا {[النبأ: ٢٤].
وقيل: البرد: الراحة نظرًا إلى ما يجده الإنسان من لذاذة البرد في الحر. وعيش بارد أي طيب من ذلك. والأبردان: الغداة والعشي لكونهما أبرد أوقات النهار. والبرد: ما يتصلب من ماء المطر لما يصيبه من البرد، يقال: سحاب أبرد وبرد: ذو بردٍ. وقوله تعالى:} وينزل من السماء من جبالٍ فيها من بردٍ {[النور: ٤٣]. قال ثعلب: فيه قولان أحدهما وينزل من السماء أمثال الجبال من البرد. وقيل: سمي بردًا لأنه يبرد وجه الأرض أي يفسدها. وأبردت السحابة: جاءت ببردٍ. وفي الحديث:"أصل كل داءٍ البردة"، قال الهروي: يعني الطعام والتخمة والثقل على المعدة، سميت بردًة لأنها تبرد