بالأسباب؛ فالأول ينافي الإيمان ويبطله، والثاني يوهي عراه ولا يبطله. ثم قال في قوله تعالى: والإلحاد في أسمائه على وجهين: أحدهما أن يوصف بما لا يصح وصفه به، والثاني أن يتأول أوصافه على ما لا يليق به.
قوله تعالى:} ولن تجد من دونه ملتحدًا {[الكهف: ٢٧] أي ملجًأ وموضع نجاةٍ. والتحد إليه: مال إليه. وألحد السهم الهدف: مال في أحد جانبيه.
واللحادة: القطعة من الشيء، ومنها الحديث:"حتى يلقى الله وما على وجهه لحادة" أي قطعة لحم.
ل ح ف:
قوله تعالى:} لا يسألون الناس إلحافًا {[البقرة: ٢٧٣] أي إلحاحًا. يقال: ألحف به يلحفه، أي ألح عليه في سؤاله، والمعنى: لا سؤال بإلحافٍ، كقول امرئ القيس:[من الطويل]
١٤٣٢ - على لا حبٍ لا يهتدي بمناره ... إذا سافه العود النباطي جرجرا
وقيل: المعنى يسألون ولكن سؤالهم ليس بسؤال إلحافٍ، ومنه استعير ألحف شاربه: إذا بالغ في قصه. واصل ذلك من اللحاف وهو ما يتغطى به كأنه شمله بسؤاله حتى غطاه به مبالغًة في ذلك. وقال الزجاج: معنى ألحف: شمل بالمسألة، ومنه اشتق اللحاف، وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرس يقال له اللحيف؛ فعيل بمعنى فاعلٍ، كأنه يلحف الأرض، أي يمسها ويغطيها بذنبه لطوله.
ل ح ق:
قوله تعالى:} وآخرين منهم لما يلحقوا بهم {[الجمعة: ٣] أي لم يجيبوا بعد إلى هذا الوقت، فإن ما لنفي الماضي المتصل لزمن الحال، يقال: لحقته ولحقت به: إذا أدركته بعد تقدمه عليك لحاقًا. وألحقته بكذا أي جعلته مدركًا له، وكذا ألحقته إياه.
قوله تعالى:} توفني مسلمًا وألحقني بالصالحين {[يوسف: ١٠١] أي اجعلني