من عدادهم وداخلاً في زمرتهم. وقيل: ألحقه ولحقه واحد. قوله:"إن عذابك بالكافرين ملحق" بكسر الحاء على أن ألحقه بمعنى لحقه، ويروى بفتحها على قولك: ألحقت العذاب بزيدٍ، وقيل: من ألحقت به كذا، فنسب الفعل إلى العذاب تعظيمًا له، وأطلق على الدعي ملحق لأنه لا نسب له. واستلحق فلان فلانًا، أي اعترف بنسبته إليه.
ل ح م:
قوله تعالى:} أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا {[الحجرات: ١٢] كنى بذلك عن تناول الأعراض بما لا يليق، والغيبة، فصور لهم أن المغتاب بمنزلة من يأكل لحم أخيه ميتًا، وفيه منفرات كثيرة:
أحدها: استفهام الإنكار والتعجب من ذلك.
والثاني: إبراز الاستفهام عن المحبة لذلك والرغبة فيه مع العلم بنفرة الطباع عنه فضلاً عن محبته.
الثالث: إسناد المحبة إلى أحد المخاطبين منهما، كان الأمر لفظاعته لا يواجه به واحد معين.
الرابع: إضافته للمخاطبين تهييجًا لهم وإلهابًا.
الخامس: تسلط المحبة على الأكل دون سائر الأفعال لأنه الغرض في الملاذ ومنتهى غاياته.
السادس: تسلط الأكل على اللحم دون سائر ملك الإنسان من طعامٍ ونحوه.
السابع: إضافة اللحم إلى أعز الأقارب عند الإنسان، وهم يتوجعون لفقد الإخوة أكثر من توجعهم لفقدان غيرهم، ولذلك قال الشاعر:[من الطويل]
١٤٣٣ - أخاك أخاك إن من لا أخًا له ... كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاح
وإن ابن عم المرء فاعلم جناحه ... وهل ينهض البازي بغير جناح؟