الثامن: وصف اللحم بأقبح الصفات وأكثرها تنفيرًا عند المؤمنين وهو الميت منه، فالميت لو كان من مأكولٍ كانوا نافرين منه، فكيف به من الآدمي؟
وألحمتك فلانًا: أمكنتك من ثلبه وغيبته، وفي حديث جعفر:"فقاتل حتى ألحمه القتال" يقال: لحم الرجل واستلحم: إذا نشب في الحرب فلم يجد مخلصًا. ولحم: إذا قتل، فهو ملحوم ولحيم، كأنه صار لحمًا للسباع. وقول عمر رضي الله عنه:"ومنهم من ألحمه القتال" يحتمل المعنى الأول والثاني.
والتحم الجرح: التزق خرقه. والمتلاحم في الشجاج: ما بلغت لحم الدماغ، وهي التي برأت فالتحمت أيضًا وتلاحمت، وأصله من اللحام، وهو ما بين العظام وعليها من اللحم لأنه يلزقها، ثم عبر به عن كل ما يلزق فيقال لحام.
وألحم الرجل بالمكان: أقام به ولم يبرح، ومنه الحديث، قال صلى الله عليه وسلم لرجلٍ:"صم ثلاثة أيامٍ في الشهر وألحم عند الثالثة" قال بعضهم: وقف عند الثالثة فلم يزده عليها. اللحم لحمان ولحوم ولحام، نحو: بطن وبطنان، وفلس وفلوس. وكعب وكعاب. وفي الحديث:"إنه الله يبغض قومًا لحمين" وفي رواية: "أهل البيت اللحمين" قال سفيان الثوري: هم الذين يكثرون أكل اللحم، ومنه قول عمر رضي الله عنه:"اتقوا هذه المجازر فإن لها ضراوًة كضراوة الخمر".
والملحمة المعركة، وجمعها ملاحم، إما لكونها تصير الأبطال فيها لحمًا، وإما لأنهم يتلاحمون فيها، أي يلتزق بعضهم ببعضٍ. ومن كلام يهود المدينة وقد قدموا للقتل: وملحمة كتبت على بني إسرائيل.
ل ح ن:
قوله تعالى:} ولتعرفنهم في لحن القول {[محمد: ٣٠] قال أبو عبيدة والفراء