في نحو القول ومعنى القول: المراد في فحوى القول وقصد القول، وهو قريب من التورية والتعريض، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن معاذٍ وسعد بن عبادة حين وجههما ليستعلما خبر قريظة:"فإن رأيتماهم على العهد فأعلنا بذلك وإلا فالحنا لي لحنًا أعرفه ولا تفتيا في أعراض المسلمين".
وقيل: اللحن من حيث هو الميل، فاللحن الذي هو التورية: ميل وعدول عن الكلام الظاهر إلى غيره، واللحن الذي هو الخطأ في الإعراب: ميل وعدول عن الصواب إلى الخطأ، ولذلك قال بعضهم: اللحن صرف الكلام عن سننه الجاري عليها إما بإزالة الإعراب والتصحيف، وهو المذموم، وذلك أكثر استعمالاً، وإما عن التصريح وصرفه بمعناه إلى التعريض وفحوى، وهو محمود من حيث البلاغة وإياه قصد الشاعر بقوله:[من الخفيف]
١٤٣٤ - منطق صائب وتلحن أحيا ... ناً، وخير الحديث ما كان لحنا
وفي الحديث:"ما كان لحنًا" أي: ما كان مفهومًا لكل أحد بل للفطن، وقال بعض بني العنبر:[من الكامل]
١٤٣٥ - ولقد لحنت لكم لكيما تفهموا ... ولحنت لحنًا ليس بالمرتاب
قال الزجاجي: وذلك كقولك: والله ما رأيت زيدًا، أي ما ضربت رئته. ويقال لذلك القول: ملاحن القول، ولقائله ملاحن، وإليه أشار الطرماح بقوله:[من الطويل]
١٤٣٦ - وأدت إلى القول عنهن زولًة ... تلاحن أو ترنو لقول الملاحن
يقال: لاحنت فلانًا أي واطأته على كلامٍ يفهمه عني دون غير، وهذا كالاصطلاح