للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الانفكاك، والتقصي من الشيء. يقال: لزمه يلزمه لزومًا، ولازمه ملازمًة ولزامًا. وقيل: هو طول مكث الشيء مع غيره. والمعنى فسوف يكون التكذيب لازمًا لمن كذب حتى صار يعلمه. وقيل: فسوف يكون آخر التكذيب لزامًا غير منفكٍ عنكم. قال أبو عبيدة: لزامًا، أي فيصلاً. وقال غيره: فسوف يلزمكم التكذيب فلا تعطون التوبة.

وألزمتك كذا: جعلتك لازمًا له. قوله تعالى:} وألزمهم كلمة التقوى {[الفتح: ٢٦] أي جعلهم ملازمين لها، وهي كل كلامٍ فيه تقوى من أمرٍ بمعروفٍ، ونهيٍ عن منكرٍ، وتلاوة قرآنٍ، ودراسة علمٍ وتدريسه، وإرشاد ضالٍ، ونحو ذلك. ومن قال: أنها كلمة التوحيد فلقد صدق لأنها ملاك ذلك كله. وقوله:} وألزمهم كلمة التقوى {لا يريد الكلمة الفردة، بل الطائفة الدالة على ذلك كقوله تعالى:} تعالوا إلى كلمةٍ {[آل عمران: ٦٤]} كلا إنها كلمة {[المؤمنون: ١٠٠] أصدق كلمةٍ.

وقد شرحنا ذلك غير مرةٍ. ثم الإلزام يكون نوعين؛ نوع بالتسخير من الباري تعالى أو القهر عليه من الإنسان. وإلزام بالحكم والأمر كقوله تعالى:} وألزمهم كلمة التقوى {الظاهر إنه من النوع الأول وهو من التسخير من الباري تعالى، ويرشحه قوله تعالى:} وكانوا أحق بها وأهلها {[الفتح: ٢٦] وقيل: هو من الثاني، أي حكم لهم بذلك وأمرهم به.

واللزوم من المصادر التي جاءت على فعولٍ للمتعدي وهي محفوظة، بل فعول لازم كالجلوس والقعود.

قوله:} لكان لزامًا {[طه: ١٢٩] أي لكان القتل يوم بدرٍ لازمًا لهم، أي عقوبته وأثره ملازمة لهم في الدنيا. وقال آخرون: لكان القتل الذي نالهم يوم بدرٍ لازمًا لهم أبدًا، ولكان العذاب لازمًا لهم فيه، وهذا تسامح من قائله، إذ نفس القتل لا يبقى متطاولاً إنما هو العقوبة الناشئة عنه.

ل س ن:

القدرة ودلالة الآية على اختلاف لغات الخلائق حتى تجد الجيل الواحد يتكلم بلغاتٍ شتى؛ هذه العرب يتكلم بعضها بما لا يفهمه الآخر، ولذلك سألت الصحابة

<<  <  ج: ص:  >  >>