قال بعضهم: اللقب ضربان: ضرب على سبيل التشريف كألقاب السلاطين، وضرب على سبيل النبز، وإياه قصد بقوله:} ولا تنابزوا بالألقاب {. وقد حمل بعضهم الآية فلا يجيز التلقيب البتة، لأنه إن كان قبيحًا ففيه إيذاء وإن كان شريفًا ففيه إطراء. وكان طائفة من العرب تلقب "بنو أنف الناقة" فيتأذون بذلك حتى قال الشاعر: [من البسيط]
١٤٥٢ - قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ... ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا؟
فصار لذلك أحب الأسماء إليهم. ومن ذلك ما يروى عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أنه كان يقول:"أحب الأسماء إلي أبو ترابٍ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كناني به". وقد أوضحنا هذه القصة في غير هذا التفسير.
قال الراغب: اللقب اسم يسمى به الإنسان سوى اسمه الأول، ويراعى فيه المعنى، بخلاف الأعلام، ولمراعاة المعنى قال الشاعر:[من البسيط]
١٤٥٣ - وقلما أبصرت عيناك ذا لقبٍ ... إلا ومعناه إن فتشت في لقبه
قلت: اللقب ضرب من العلم، وقسم من أقسامه، وقد قسم النحاة العلم إلى ثلاثة أقسامٍ: اسمٍ ولقبٍ وكنيةٍ. وإذا اجتمع اللقب مع غيره تأخر عنه، وهو عكس استعمال الناس اليوم. وقد جاء ذلك في ضرورةٍ كقول الشاعر:[من البسيط]
١٤٥٤ - بأن ذا الكلب عمرًا خيرهم نسبًا ... ببطن شريان يعوي حوله الذيب
ل ق ح:
قوله تعالى:} وأرسلنا الرياح لواقح {[الحجر: ٢٢]. اللواقح من الريح: التي