قوله تعالى:} وتأكلون التراث أكلاً لمًا {[الفجر: ١٩] أي جامعًا، من لممت الشيء ألمه: ضممته لمًا، فالتقدير: ذا لم.
وفلان لا يأتينا إلا لمامًا، أي حينًا بعد حينٍ والغيبة بعد الغيبة. ولا يأتينا إلا اللمة بعد اللمة، وقال أمية بن أبي الصلت:[من الرجز]
١٤٥٩ - إن تغفر اللهم تغفر جما ... وأي عبد لك ما ألما
وعن أبي صالحٍ: سئلت عن قوله تعالى:} إلا اللمم {فقلت: هو الرجل يلم بالذنب ثم لا يعاوده، فذكرت ذلك لابن عباسٍ فقال: لقد أعانك عليها ملك كريم. وقال ابن عرفة: اللمم عند العرب أن يفعل الإنسان الشيء في حين لا يكون له عادة.
واللمم: الجنون أيضًا، وفي الحديث:"أن امرأًة شكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لممًا بابنتها". وفي تعويذه عليه الصلاة والسلام:"من كل عينٍ لامٍة" أي ذات لممٍ، ولذلك لم يقل "ملمةٍ" وإن كانت من اللمم.
وفي الحديث:"ما رأيت من ذي لمةٍ أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم" فاللمة: ما بلغ الشعر المنكبين؛ سميت لأنها ألمت بالمنكبين، فإذا زادت فهي جمة، ورجل جم، فإذا بلغت شحمة الأذن فهي وفرة، فأقله الوفرة ثم اللمة، ثم الجمة.
واللمة - بالفتح - الهمة تقع في القلب، وهو أحد الأقوال في قوله:} إلا اللمم {وأنشد لأوس: [من الطويل]
١٤٦٠ - وكان إذا ما التم منها بحاجةٍ ... يراجع هترًا من تماضر هاترا.