للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من اشتعالها. وسمي الخبيث أبا لهب على التفاؤل له بذلك. وقيل: لتلهب وجنتيه؛ قال بعض المفسرين: لم يقصد بذلك مقصد كنيته التي اشتهر بها، وإنما قصد إلى إثبات النار له وأنه من أهلها. وسماه بذلك كما يسمى المثير للحرب أبا الحرب وأخاها. وفرس ملهب: شديد العدو، تشبيهًا بالنار في سرعتها، قال امرؤ القيس: [من الطويل]

١٤٦٣ - فللساق ألهوب

فالألهوب: العدو الشديد.

واللهاب: الحرارة التي يجدها العطشان. ويقال للدخان لهب أيضًا، إما لأنه ينشأ منه أو على التشبيه في الارتفاع كما سمي الغبار به لذلك.

ل هـ ث:

قوله تعالى:} إن تحمل عليه يلهث {[الأعراف: ١٧٦] اللهث: إدلاع اللسان أي إخراجه من العطش؛ مثل الله سبحانه حال بلعام بن باعوراء بحال كلبٍ هذه صفته؛ فإذا كان لاهثًا لم يملك دفع ضر ولا جلب نفعٍ، فلم يكتف بأن جعل مثله مثل الكلب بل مثل كلبٍ متصفٍ بما ذكر. فقوله:} إن تحمل عليه {في محل الحال لأن الكلب لا يزال كذا دائمًا ينبهك بذلك لأن بعض الناس قد توهمه.

ل هـ م:

قوله تعالى:} فألهمها فجورها {[الشمس: ٨] أي ألقى في روعها. والإلهام: إلقاء الشيء في الروع، يعني نفس الإنسان، إلا أن ذلك يختص بما كان من جهة الله تعالى أو من جهة الملأ الأعلى، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: "إن روح القدس نفث في روعي" الحديث. وذلك يعبر عنه أيضًا بلمة الملك، ويروى "إن للملك لمة وإن للشيطان لمًة وإن روح القدس نفث في روعي". قيل: وأصله من التهام الشيء أي

<<  <  ج: ص:  >  >>