للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابتلاعه. والتهم الفصيل ما في الضرع أي امتصه. وفرس لهم: كأنه يلتهم الأرض لشدة عدوه. وفي الدعاء: "اللهم ألهمنا رشدنا" أي، وفقنا له، وحقيقته: أدخل ذلك في قلوبنا.

ل هـ و:

قوله تعالى:} وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب {[العنكبوت: ٦٤] اللهو: الشغل عن مهمات الأمور. يقال: لهوت بكذا، ولهيت عن كذا، قال الشاعر: [من الكامل]

١٤٦٤ - ولقد لهوت بطفلةٍ ميالةٍ ... بلهاء تطلعني على أسرارها

واقل امرؤ القيس:

١٤٦٥ - فيا رب يومٍ قد لهوت وليلةٍ ... بآنسةٍ كأنها خط تمثال

قوله تعالى:} لاهيًة قلوبهم {[الأنبياء: ٣] أي متشاغلة عما يهمها ويعنيها، ونسب اللهو إلى القلب الذي هو ملاك الجسد كله.

قوله تعالى:} لو أردنا إن نتخذ لهوًا {[الأنبياء: ١٧]. قيل: هو الولد، وقيل: المرأة، والحق أن هذا تخصيص من غير دليلٍ، اللهم إلا أن يراد به التمثيل ببعض ما يصدق عليه هذا اللفظ، فإن حقيقة اللهو ما قدمته. وقال الراغب: ويعبر به عن كل ما به استمتاع، قال: ومن قال: أراد باللهو المرأة والولد فتخصيص لبعض ما هو من زينة الحياة الدنيا التي هي لهو.

قوله تعالى:} رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع {[النور: ٣٧] أي لا يشغلهم عما يهمهم، وليس في ذلك ذم للتجارة ولا نهي عنها بوجهٍ من الوجوه، إنما مدحهم بكون التجارة والبيع لا يلهيانهم عن ذكر الله، أي مع تعاطيهم لها لا يشغلانهم عن مهمات

<<  <  ج: ص:  >  >>