للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد مرد الرجل يمرد مرودًا: إذا خرج عن الطاعة ونزع منها يده. وتمرد، أي عتا وزاد في الطغيان. كل ذلك في معنى التجرد والتعري. وقيل: ممرد: مطول في البناء، والأول أظهر، إليه أشار الشاعر بقوله: [من السريع]

١٥١٢ - في مجدلٍ شيد بنيانه ... يزل عنه ظفر الطائر

منه {مردوا على النفاق} [التوبة: ١٠١] أي مرنوا عليه وضربوا به وتزايد عتوهم فيه. و «ماردٌ»: اسم حصن للزباء، ومن كلامها: «تمرد ماردٌ وعز الأبلق» والمرد: ثمر الأراك لملاسته ونعومته، أنشد:

ينقص المرد شادنٌ

م ر ر:

قوله تعالى: {سحرٌ مستمرٌ} [القمر: ٢] قال الفراء: معناه باطل سيذهب، من قولك: استمر أمر فلانٍ: إذا ثبت واستقر، وقال غيره: قوي محكمٌ، من قولك: أمررت الحبل فهو مريرٌ ممر إذا أحكمت فتله، ومنه قوله تعالى: {ذو مرةٍ فاستوى} [النجم: ٦] أي قوةٍ، من الإمرار وقال آخرون: مستمرٌ أي نافذٌ ماضٍ فيما سخر له، وقوله تعالى: {في يوم نحس مستمر} [القمر: ١٩] قيل: قويٌ محكم وقيل: دائمٌ نحسه، وقيل: نافذٌ فيما أمر به وسخر له. وقيل: مستمر بمعنى مرٍ من المرارة ضد الحلاوة، وقيل: إنه يوم الأربعاء، قال الهروي: الذي لا يدور في الشهر.

قوله: {ذو مرةٍ} أي قوةٍ. من حبلٍ ممرٍ وفرسٍ ممرٍ، أي موثق الحلق، ويعني به جبريل، لأنه اقتلع سبع مدائن إلى الجو بريشةٍ من ريشه، وهو أقوى من ذلك، وصاح على أهل أنطاكية صيحةً واحدةً فماتوا. وفي الحديث: «لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرةٍ سويٍ».

قوله تعالى: {وكأين من آيةٍ في السموات والأرض يمرون عليها}

<<  <  ج: ص:  >  >>