جعل النهار في قيد وسلسلة، والليل في صندوق، والمراد أن الأسر فعل ذلك فيهما. ومثله: نهاره صائم وليله قائم، ومثله:{في يوم عاصف}[إبراهيم:١٨] وقيل: المكر صرف الغير عما يقصده بحيلة من الحيل، وهو ضربان: محمود وهو أن يتحرى به فعل جميل، وعليه قوله تعالى:{ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله}[فاطر:٤٣]. ومن المكر إمهال الله العبد، وتمكينه من الأعراض الدنيوية استدراجًا له. وعلى ذلك قال أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه:((من وسع عليه دنياه ولم يعلم أنه مكر به فهو مخدوع عن عقله)).
م ك ك:
قوله تعالى:{ببطن مكة}[الفتح:٢٤] مكة هذه البلدة الشريفة المعروفة، رزقنا الله تعالى بحرمة نبيه العود إليها. قيل: اشتقاقها من مك الفصيل ضرع أمه وامتكه: إذا شرب ما فيه من اللبن؛ سميت بذلك لأنها تمك من فيها من الظلمة، أي تستأصلهم، فلا ترى فيها جبارًا إلا أخذ، ولا يقصدها سلطان بظلم إلا قصم.
وتمككت العظم: أخرجت مخه. فعبر عن الاستقصاء بالتمكك، وقال الخليل: سميت بذلك لأنها وسط الأرض كالمخ الذي هو وسط العظم وأصله. وفي الحديث:((لا تمككوا على غرمائكم)) أي لا تلحوا عليهم إلحاحًا تضرونهم به في معايشهم فتستأصلونهم به. وقد تقدم الفرق بين مكة وبكة في باب الباء، فأغنى عن إعادته هنا.
والمكوك: كيل معروف كالأردب، وقيل: هو إناء يشرب به ويكال.
م ك ن:
قوله تعالى:{مكناهم في الأرض}[الأنعام:٦] أي ملكناهم وجعلناهم متمكنين من المكان الذي وليناهم إياه أي قويناهم، من تمكن فلان من كذا: إذا قدر عليه وأطاقه. وأصله من المكان. والمكان لغة هو الحاوي للشيء، وعند بعض المتكلمين أنه عرض، وهو اجتماع جنسين حاوٍ ومحوي، وذلك أن يكون سطح الجسم الحاوي محيطًا