قوله تعالى:{اعملوا على مكانتكم}[الأنعام:١٣٥]. يقال: مكان ومكانة. والمعنى: اعملوا على تمكنكم، يقال: مكانك انتظر، فهو تهديد ووعيد. ومثله قوله تعالى:{مكانكم أنتم وشركاؤكم}[يونس:٢٨] أي اثبتوا مكانكم وانتظروا ما يفعل بكم. وقيل: اعملوا على شاكلتكم ووجهتكم التي أنتم عليها من خير أو شر أو تهديد أيضًا، وجهتكم التي تمكنتم عند أنفسكم من العلم بها إلى عامل على جهتي. وقرئ:((مكاناتكم)) جمعًا على اختلاف الأنواع في ذلك.
قوله تعالى:{ونمكن لهم في الأرض}[القصص:٦] يقال: مكنته ومكنت)) له نحو أسقيته وأسقيت له، أي جعلته متمكنًا وجعلت له مكانًا يتمكن منه وفيه، وقال ابن عرفة: التمكن: زوال المانع.
قوله:{عند ذي العرش مكين}[التكوير:٢٠] أي قوي متمكن عند اله. يقال: فلان مكين عند أستاذه: له عنده مكانة. وفي الحديث:((أقروا الطير في مكناتها)) قال أبو عبيد: الواحدة مكنة. قال: فاستعير ذلك للطير كما استعيرت المشافر للحبش، وإنما هي في الأصل للإبل. وقال شمر: الصحيح فيها أنها جمع المكنة بمعنى التمكن؛ يقولون: إنه لذو مكنة من السلطان أي تمكن، فالمعنى أقروها على كل مكنة ترونها عليكم، ودعوا التطير بها، قال: وهكذا، كالتبعة من التتبع والطلبة من التطلب. وقال غيرهما: معناه على أمكنتها. قال: معناه الطير الذي يزجر به، وذلك أن الرجل إذا أراد سفرًا أو غيره زجر ما يراه من الطير، فإن أخذ ذات اليمين تفاءل به ومضى لأمره، ويسمى هذا الطير السانح، وإن أخذ ذات الشمال أمسك عن أمره، ويسمى هذا الطير البارح، وهذا دخول في علم الغيب فنهي عنه، وإليه نحا من قال:[من الطويل]
١٥٤٨ - لعمرك ما تدري الطوارق بالحصى ... ولا زاجرات الطير ما الله صانع