للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقال: ملك بين الملك بالضم ومالك بين الملك بالكسر. والملك بالكسر ضربان: ضرب هو التملك والتولي. وملك هو القوة على ذلك، تولى أم لم يتول، فمن الأول قوله تعالى: {إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها} [النمل:٣٤]. ومن الثاني قوله تعالى: {إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكًا} [المائدة:٢٠]. فجعل النبوة مخصوصة والملك عامًا فيهم، وإن الملك ههنا هو القوة التي بها يترشح للسياسة، لا أنه جعلهم كلهم متولين للأمر؛ فإن ذلك مناف للحكمة، ولذلك قيل لا خير في كثرة الرؤساء. قال بعضهم: الملك اسم لكل من يملك السياسة إما في نفسه، وذلك بالتمكين من زمام قواه وصرفها عن هواها، وإما في نفسه وفي غيره، سواء تولى ذلك أم لم يتول على تقدم.

والملك ضبط الشيء المتصرف فيه بالحكم، والملك كالجنس للملك؛ فكل ملك ملك من غير عكس.

قول: {ملكوت السموات والأرض} [الأنعام:٧٥] هو مبالغة في الملك. وهو مصدر ملك، كالرغبوت والرهبوت والجبروت والطاغوت، وذلك مختص بالله تعالى، ومثل قوله: {أو ينظروا في ملكوت السموات والأرض} [الأعراف:١٨٥].

والمملكة: سلطان الملك وبقاعه التي يكمي فيها. والمملوك في المتعارف يختص بالرقيق من بين سائر الأملاك؛ قال تعالى: {ضرب الله مثلًا عبدًا مملوكًا} [النحل:٧٥]. وقد يطلق على كل ما يملك. وأصل ذلك كله من الشد والضبط، قال قيس: [من الطويل]

١٥٥٣ - ملكت بها كفي فأنهرت فتقها ... يرى قائمًا من دونها ما وراءها

والملكة: قوة في النفس والشد. وملاك الأمر: ما يعتمد فيه عليه. والملكة: أيضًا ملك العبيد؛ فلان حسن الملكة، أي حسن الصنع إلى مماليكه، ومملوك مقر بالملوكة والملكة والملك. والإملاك: التزويج، لما فيه من قوة العقد.

<<  <  ج: ص:  >  >>