للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحلال والحرام، قاله ابن الأعرابي، قال ابن الأعرابي: يعني بمعظم الدين ما جاء به الرسل، وقال غيرهما: الملة: الدين، وهو اسم لما شرع الله لعباده على لسان أنبيائه ليتوصلوا إلى جوار الله. والفرق بينهما وبين الدين أن الملة لا تضاف إلا للنبي صلى الله عليه وسلم الذي تسند إليه، نحو: {أن اتبع ملة إبراهيم} [النحل:١٢٣] ولا تكاد توجد مضافة إلى الله تعالى ولا إلى آحاد الأمة، ولا تستعمل إلا في حملة الشرائع دون آحادها، لا يقال: ملة الله، ولا ملتي ولا ملة زيد، كما يقال: دين الله.

وأصل الملة من أمللت الكتاب. والملة أيضًا: الدية، ومنه قول عمر رضي الله تعالى عنه: ((ولكن نقومهم الملؤة على آبائهم خمسًا من الإبل)). وأما الملة فالرماد الحار، وقيل: الجمر، ولذلك يقال: أطعمنا خبز ملة، بالإضافة. وقل خبزه: طرحه في الملة. ومن أطلق الملة على الخبز نفسه فمتجوز، وقد خطأه الناس, والمليل: ما طرح في الملة.

وفي الحديث: ((إن الله لا يمل حتى تملوا)). الملل: الضجر من الشيء؛ يقال: مللت منه، قال الشاعر: [من الكامل]

١٤٥٦ - حتى مللت وملني عوداي

والمعنى أنه لا يمل أبدًا مللتم أم لم تملوا، نحو: لا أفعل حتى يبيض القار ويشيب الغراب ويلج الجمل في سم الخياط. والثاني: لا يطر حكم حتى تزهدوا في عمله، فسمى إطراحه لهم مللًا على المقابلة، كما تقدم في قوله تعالى: {ويمكرون ويمكر الله} وعليه قول عدي: [من الرمل]

١٥٥٧ - أضحوا لعب الدهر بهم ... وكذاك الدهر يودي بالرجال

<<  <  ج: ص:  >  >>