للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن -بضم الميم- للقسم، قيل: هي بقية أيمن، فيقال: من الله لأفعلن كذا.

م ن ي:

قوله تعالى: {من مني يمنى} [القيامة: ٣٧] المني: الماء الدافق، سمي منيًا لأنه بقدر منه الحيوان. وأصل المني: القدر، يقال: منى لك الماني، أي قدر لك المقدر، وأنشد قول الشاعر: [من البسيط].

١٥٦٢ - لا تأمنن وإن أمسيت في حرمٍ ... حتى تلاقي ما يمني لك الماني.

ومنه المنا الذي يوزن به لأنه مقدرٌ بكيلٍ محصورٍ.

قوله: {من نطفةٍ إذا تمنى} [النجم: ٤٦] أي تقدر بالعزة الإلهية والحكمة الربانية، أي تحار العقول في كيفية ذلك ما لم تكن كالعظم والشعر. ومنه المنية أيضًا لأنها أجلٌ مقدرٌ لكل حيً غير المقدر لذلك جل وعز، وجمعها المنايا، والأصل المنائي، وقد نطق به الشاعر في قوله: [من الطويل].

١٥٦٣ - فما برحت أقدامنا في مكاننا ... بليلتنا حتى أديروا المنائيا.

ومنه التمني -أيضًا- لأنه تقدير شيءٍ في النفس وتصويره فيها. وذلك قد يكون عن ظن وتخمينٍ. وقد يكون عن رؤيةٍ وبناءٍ على الأصل. ولكن لما كان أكثره عن تخمينٍ صار المكذب له أملك، فلا جرم كان غالب التمني، كذبً وتصور ما لا حقيقة له. وعليه قوله تعالى: {أم للإنسان ما تمنى} [النجم: ٢٤] ولذلك وقع في المستحيلات عكس الترجي فلا يقع إلا في الممكن، يقال: ليت شبابي يعود، وقال الشاعر: [من الكامل].

١٥٦٤ - ليت الشباب هو الرجيع إلى الفتى ... والشيب كان هو البدئ الأول.

وقال عروة للحجاج ((يابن المتمنية)) يشير إلى أن أمه هي القائلة: [من البسيط].

<<  <  ج: ص:  >  >>