للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالوا أيضًا: ماهت الركية وموهت: كثر ماؤها، وماهت تميه وتماه، وبئر ميهةٌ وماهةٌ وميهةٌ. وأماه الرجل وأمهى: بلغ الماء، وجلٌ ماه القلب وماهي القلب: كثير ماء القلب.

وقد اختلف الناس في الماء هل كله من السماء، أو كله من الأرض، أو بعضه من هذه وبعضه من هذه؟ خلافٌ لا طائل تحته، وقد جاء لكل قولٍ ظاهرٌ من القرآن.

قوله: {وجعلنا من الماء كل شيء حي} [الأنبياء: ٣٠] هو الماء المعهود، وكذا كل دابة من ماء. وقيل هو المني. قوله: {وأنزلنا من السماء ماء} من محاسن الكلام، وتسمية المني ماءً مجازٌ، ولذلك سمي نطفةً وهي العاقبة، والسلالةً وهي المنسلة من الطين.

م أ:

في كلامهم ترد للنفي، وهي فيه على قسمين: عاملةٍ عمل ليس وهي لغة الحجاز، وعليها جاء التنزيل كقوله: {ما هذا بشرًا} [يوسف: ٣١] {ما هن أمهاتهم} [المجادلة: ٢]. وغير عاملةٍ وهي لغة تميم، ولها أحكامٌ وشروطٌ أتقنها في كتبنا النحوية، وتكون شريطةً وجازمةً فعلين كإن، كقوله: {وما تفعلوا من خيرٍ يعلمه الله} [البقرة: ١٩٧]. وتكون استفهامًا كقوله تعالى: {ما هذه التماثيل} [الأنبياء: ٥٢]. ويستفهم بها عن الذوات وأجناسها وأنواعها وعن جنس صفات الشيء ونوعه، وتكون موصولةً اسميةً بمعنى الذي وفروعه كقوله: {قل ما عند الله خيرٌ من اللهو} [الجمعة: ١١]، وموصولةً حرفيةً ينسبك منها ومما بعدها مصدرٌ، كقوله تعالى: {بما عصوا وكانوا يعتدون} [البقرة: ٦١] أي بسبب عصيانهم، وهي على قسمين: ظريفة وغير ظريفة، فالظريفة: {وكنت عليهم شهيدًا ما دمت فيهم} [المائدة: ١١٧] أي مدة دوامي فيهم. وتكون نكرة موصوفة كقولهم: مررت بما معجبٍ لك أي شيءٍ معجبٍ. وصفةً لنكرةٍ كقولهم: ((لأمرٍ ما جدع قصيرٌ أنفه)) أي لأمرٍ عظيمٍ، وقال امرأ القيس: [من المديد].

١٥٧٧ - وحديثٌ ما على قصره.

<<  <  ج: ص:  >  >>