قوله تعالى:{موسى} موسى بن عمران صلوات الله عليه وسلم. موسى، أي ماء وشجرٌ لأنه دخل في نيل مصر حيث ألقتها أمه إلى قصر فرعون من جداول تسرع إلي النيل وكان فيه شجرٌ. ومن ثم سمي بذلك فعربته العرب إلى موسى.
والموسى عند العرب هذه الآلة المعروفة التي يستح دبها ويحلق. واختلف الصرفيون في اشتقاقها، فقيل: من أوست رأسه: حلقته، فوزنه [مفعل]. وقيل: من ماسه أي حسنه، فوزنه فعلى، وليس هذا من موسى العلم في شيء فإن ذاك أعجمي وهذا عربي.
م ول:
قوله تعالى:{المال والبنون}[الكهف: ٤٦] المال: ما ملك من متاع الدنيا وصح الانتفاع به، وغلب في النقود والعروض المعدة للتجارة. قوله:{وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم}[سبأ: ٣٧]، نفي لما كانوا يعتدون به، فإن الرجل يدفع عن نفسه بماله ويقيه بولده. وقال الأعصمي، وتبعه الراغب: سمي المال مالًا لأنه يميل من هذا إلى ذاك. قال الراغب: ولذلك سمي عرضًا، وعلى هذا دل قول من قال:((المال قحبة، يومًا تكون في بيت عطارٍ، ويومًا في دار بيطارٍ)). وخطأ الناس قائل ذلك فإن المال من الواو بدليل مويل وأموال، وتمول فلانٌ. وبأن الميل من الياء وليس خطأ، فإن هذا الاشتقاق الأكبر، وقد فعلوا مثله كثيرًا- كما تقدم- في لفظ الصلاة وغيرها.
م وهـ:
قوله تعالى:{وأنزل من السماء ماءً}[البقرة: ٢٢] هو المطر، وأصله موه، فقلبوا الهاء همزةً كما قلب الهمزة هاءً في هرجت وهرقت وهزت، ويدل على ذلك قولهم في التصغير مويه، وفي التكثير مياه وأمواه، والتصغير والتكثير يردان الأشياء إلى أصولها.