كتابنا ينطق عليكم بالحق} [الجاثية: ٢٩] أي هو بمنزلة من يشهد نطقًا حقًا. ويجوز أن يكون ذلك حقيقةً يخلق فيه قوةً. وقال بعضهم: حقيقة النطق اللفظ الذي هو كالنطاق للمعنى في ضمه وحصره. والمنطق والمنطقة: ما يشد به الوسط. وقيل في قول الشاعر:[من الوافر]
١٦٦٧ - وأبرح ما أدام الله قومي ... بحمد الله منتطقًا مجيدا
منتطقًا جانبًا فرسًا لم يركبه. قال الراغب: فإن لم يكن في المعنى غير هذا البيت، فإنه يحتمل أن يكون أراد بالمنتطق الذي شد نطاقه كقولهم:«من يطل ذيل أبيه ينتطق به». وقد قيل: معنى المنتطق المجيد هو الذي يقول قولًا فيجيد فيه.
والمنطق والنطاق واحد، وهو أن تلبس المرأة ثوبًا، وتشد وسطها بحبلٍ. ثم ترسل الأعلى على الأسفل. ومنه الحديث:«فعمدن إلى حجز مناطقهن» هو جمع منطق. وكانت أسماء تسمى «ذات النطاقين» لأنها كانت تلبس واحدًا، وتحمل في الآخر الزاد للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في الغار. وقيل: لأنها شقت مقنعةً لها، فانتطقت بواحدٍ، وجمعت سفرةً للنبيً صلى الله عليه وسلم بأخرويًا لها. وكان الخبيث الحجاج يعير عبد الله بـ: يا بن ذات النطاقين، لذعارته وحسه. وفي مدح العباس للنبي صلى الله عليه وسلم:[من المنسرح]
١٦٦٨ - حتى احتوى بيتك المهيمن من ... خندف عليا تحتها النطق
ضرب النطاق مثلًا له في ارتفاعه وتوسطه في عشيرته، فجعله في عليا وجعلهم تحته نطاقًا.