تعالى:{مما يأكل الناس والأنعام}[يونس: ٢٤] إن الأنعام هاهنا عام في الإبل وغيرها. وقال أبو عبيد الهروي:«وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه» معنى الأنعام النعم والنعم، يذكر ويؤنث. ثم قال: الأنعام: المواشي من الإبل والبقرة والغنم. فإذا قيل: نعم فهو الإبل خاصةً. وأما إفراد الضمير وتذكيره في قوله:{مما في بطونه} فلأنه في تأويل نعم كقول الآخر: [من الرجز]
١٦٧٨ - وطاب ألبان اللقاح وبرد
لأنه في معنىٍ لبن، وفيه نظر لما قدمته من أن الأنعام شاملة للثلاثة الأنعام، والنعم لواحدٍ منها خصوصًا.
والنعامى: الريح الجنوب الناعمة الهبوب. والنعامة: سميت بذلك لشبهها بالأنعام خلقةٍ ولذلك أوجبوا في جزاء الصيد فيها بدنةً. والنعامة: المظلة على الجبل أو على رأس البئر، تشبيها بالنعامة في الهيئة. والنعائم: منزلة من منازل القمر تشبيها بالنعامة، نحو النسر. والنعامة أيضًا: باطن القدم، ويعبر بها عن الرجل، وأنشد:[من الكامل]
١٦٧٩ - وابن النعامة عند ذلك مركبي
شبه رجله بها في السرعة وقولهم: نعمى عينٍ، ونعام عينٍ، ونعمة عينٍ. ومنه الحديث:«نعم ونعمة عينٍ» فنعم جواب، ونعمة عينٍ منصوب بمقدارٍ، أي: وأجعل لك قرة عينٍ. وفي الحديث:«إن أبا بكرٍ وعمر منهم وأنعما» يعني من أهل عليين، «وأنعما» أي زادا. يقال: أحسنت وأنعمت، أي زدت. قال الراغب: وأصله من الإنعام، يعني إيصال النعمة كما تقدم. وقال الفراء: أي صارا إلى النعيم ودخلا فيه، نحو أجنب، أي دخل في الجنوب.
ونعم ينعم بمعنى تنعم، ومنه الحديث:«كيف أنعم؟» أي كيف أفرح؟