نفسه، أي ذاته. وهذا وإن كان قد حصل من حيث إنه مضاف ومضاف إليه، يقتضي المغيرة وإثبات شيئين من حيث العبارة، فلا شيء من حيث المعنى سواه، تعالى عن الأثنينية من كل وجهٍ. وقال آخرون: إن إضافة النفس إليه تعالى إضافة الملك، وعنى بنفسه نفوسنا، وأضاف إليه على [سبيل] الملك وهذا وإن صدر عن توقيفٍ من السلف فحسن، وإلا فالإقدام على القول به احتمالًا خطر عظيم.
قوله تعالى:{وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}[المطففين: ٢٦] أي ليتعال المتعالون. وأصل المنافسة مجاهدة النفس للشبيه بالأفاضل، من غير إدخال ضررٍ على غيره. وشيء نفيس بمعنى منفوسٍ به، أي مضنون، وتنفس الشيء: اتسع. ومنه قوله تعالى:{والصبح إذا تنفس}[التكوير: ١٨] ومنه حرف التنفيس عند النحاة، لأن فيه دلالةً على طول الزمان وتراخيه عن الحل. والنفس: الريح الداخل والخارج من البدن من دلالة على طول الزمان وتراخيه عن الحل. والنفس: الريح الداخل والخارج من الدن من المنخر والفم، وهو كالغذاء للنفس. وبانقطاع النفس انقطاع النفس وبطلانها. ويعبر عن الفرج بالنفس لأن فيه توسعة بعد الكرب. ومنع عند بعضهم:«إني لأجد نفس ربكم من قبل اليمن» أي فرجه.
وفي الحديث:«لا تسبوا الريح فإنها من نفس الرحمن» أي مما يفرج الكرب. ومنه في الدعاء:«ونفس عنا وعن المكروبين». وتنفست الريح: هبت. قال الشاعر:[من الطويل]
١٦٨٢ - فإن الصبا ريحً إذا ما تنفست ... على نفس محزونٍ تجلت همومها
والنفاس: ولادة المرأة، والمرأة نفساء، وجمعها نفاس نحو: عشراء وعشار. وصبيًّ منفوس، أي مولود مع دم النفاس. وتنفست المرأة: حاضت. وفي الحديث:«أنه قال لعائشة: أنفست؟» يروى مبينًا للمفعول، إلا أن أبا عبيدٍ الهروي قال: يقال: نفست