ومنه قيلَ في حقّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إِنه أبو المؤمنين وفي بعض القراءاتِ:(وأزواجُه أمهاتُهم)[الأحزاب: ٦]«وهو أبٌ لهم». فأما قولُه تعالى:{ما كانَ محمدٌ أَبَا أحدٍ من رجالِكُمْ} فنفيُ الولادةِ وتَنبيهٌ على التَّبنِّي لا يَجري مَجرى البنوَّةِ الحقيقيةِ، وذلك حينَ قالوا: كيفَ تزوَّجَ امرأة زيدٍ وكان يَتبنّاه؟ وقولُه في قولهِ:{اشكُرْ لي ولوالديك}[لقمان: ١٤] قيلَ هما أبو الولادة وأبو التعليم. وفي قوله:{إِنَّا وجَدْنا آباءَنا على أُمةٍ}[الزخرف: ٢٢] قيلَ: مُعلمينا، بدليل {أطَعْنا سادَتَنا وكُبَراءَنا}[الأحزاب: ٦٧]. وفي الحديثِ أنَّه عليه الصلاة والسلام قال لعليٍّ:«أنا وأنتَ أبَوَا هذه الأمة» وصدقَ صلى الله عليه وسلم. وعليه حُملَ قولُه عليه الصلاةُ والسلام:«كلُّ سَببٍ ونَسبٍ مُنقطعٌ يومَ القيامةِ إِلا سَببي ونَسبي».
وأبو الحرب: لمهيِّجها. وأبو عُذْرتِها: لمن افتضَّ بِكارتَها. وأبو الأضياف: لتفقُّدهم والقيام بأمرهم. ويقالُ: أبَوتُ زيدًا أَابوهُ، إِذا كنتَ له بمنزلةِ الأبِ. ومنه: فلانٌ أبو همَّتهِ، أي يتفقَّدُها الأبِ. ويطلقُ على الجدِّ؛ فقيلَ حقيقةً وقيلَ مجازًا وهو الظاهرُ.
وعلى العمِّ والأمِّ والخالةِ، ولكنْ بالتغليب، فيقالُ أبوهُ. وقيلَ في قولهِ تعالى:{ورَفَعَ أبويه على العرشِ}[يوسف: ١٠٠] إِنهما أبوه وخالته، وقيلَ: أخي أمَّه. قال تعالى:{آبائك إِبراهيم وإِسماعيلَ وإِسحاقَ}[البقرة: ١٣٣] وإِبراهيمُ جدٌّ ليعقوبَ وإِسماعيلُ عَمُّهُم.