للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ن ف ل:

قوله تعالى: {يسألونك عن الأنفال} [الأنفال: ١] هو جمع نفلٍ، وهو ما اتخذ من مال الكفار لا بإيجاف خيلٍ ولا ركابٍ، والغنيمة: ما أخذ بذلك. وقال الهروي: يعني عن الغنائم، والواحد نفلٌ، وكل شيءٍ زيادةٌ على الأصل فهو نفلٌ. وإنما قيل للغنائم نفلٌ لأنه مما زاده الله تعالى على هذه الأمة. وقال الراغب: قيل: هو الغنيمة بعينها، ولكن اختلفت العبارة عنه لاختلاف الاعتبار. فإذا اعتبر بكونه مظفورًا به يقال له غنيمةٌ، وإذا اعتبر بكونه منحةً من الله تعالى ابتداءً من غيرٍ وجوبٍ يقال له نفلٌ. قال: ومنهم من فرق بينهما من حيث العموم والخصوص فقال: الغنيمة: ما حصل مستغنمًا ببعثٍ أو بغير بعثٍ، باستحقاق كان أو بغير استحقاقٍ، قبل الظفر كان أو بعده. والنفل: ما يحصل للإنسان قبل الغنيمة من جملة الغنيمة. وقيل: هو مايحصل للمسلمين بغير قتالٍ، وهو الفيء. وقيل: هو ما يفضل من المتاع ونحوه بعدما تقسم الغنائم. وعلى ذلك حمل قوله تعالى: {يسألونك عن الأنفال}.

قوله: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلةً} [الأنبياء: ٧٢]. نافلةً حالٌ من يعقوب، أي زيادةً لأن ولد الولد زيادةٌ على الولد. قوله: {نافلةً لك} [الإسراء: ٧٩] أي زيادةً على ما فرض عليك. ومن جعل التهجد واجبًا قال: زيادةً على ما فرض على أمتك، فإنه لم يفرض عليهم. و «نافلةً» يجوز أن تكون مصدرًا جاء على فاعله كالكاذبة. ونوافل الصلاة: زيادةٌ عليها. ونفلته كذا: أعطيته ذلك زيادةٌ. ونفله السلطان: أعطاه سلب قتيله.

وعن علي رضي الله عنه: «لوددت لو أن بني أمية رضوا ونفلناهم خمسين رجلًا على البراءة». يقال: انتفلت من كذا، أي تبرأت.

وفي الحديث: «أن فلانًا انتفل من ولده» أي تبرأ منه. والنفل أصله النفي.

<<  <  ج: ص:  >  >>