للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي معنى الآية الكريمة وجهان: أحدهما ما ينقص من عددهم، والثاني ما تأكله من لحومها وتمصه من دمائهم. وأصل النقص في الأجرام، ويستعمل في المعاني أيضًا مجازًا، وبمعناه النقصان كالكفر والكفران والخسر والخسران. ويكون قاصرًا ومتعديًا لواحدٍ ولاثنين كزاد في ذلك كله. تقول: نقص المال، ونقصت زيدًا مالًا، ونقصت المال.

ن ق ض:

قوله تعالى: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها} [النحل: ٩٢] النقض ضد الإبرام، وهو انثثار العقد من البناء والحبل والعهد. والنقض: ممنقوض، وذلك في الشعر أكثر. والنقض كذلك وذلك في البناء أكثر، والنقض: البعير المهزول، والجمع في الجميع أنقاضٌ.

والمناقضة في الكلام: التخالف، وأصله التخالف نفيًا وإثباتًا من النقيضين، فإن النقيضين كل قضيتين متى صدقت إحداهما كذبت الأخرى. والنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان، كقولك: زيدٌ قائمٌ، زيدٌ ليس بقائم، مع اتحاد جهاتٍ مذكورةٍ في غير هذا.

قوله تعالى: {الذي أنقض ظهرك} [الشرح: ٣] قال ابن عرفة: أي أثقله حتى جعله نقضًا. وهو الذي أتعبه السفر والعمل حتى ذهب لحمه. وقال الأزهري: أثقله حتى سمع نقيضه، أي صوته. قلت: الإنقاض: صوتٌ لزجر القعود، وأنشد: [من الرجز]

١٦٩١ - أعلمتها الإنقاض بعد القرقرة

وأنقضت الدجاجة: صوتت عند البيض. فجعل ما يسمع من صوت المفاصل إنقاضًا. إلا أن الراغب قال: وحقيقة الإنقاض ليس الصوت، إنما هو انتقاضها في نفسها، يعني الدجاجة، لكي يكون فيها الصوت في ذلك الوقت. فعبر عن الصوت به.

ن ق ع:

قوله تعالى: {فأثرن به نقعًا} [العاديات: ٤] أي فأثارت الخيل العاديات بالمكان

<<  <  ج: ص:  >  >>