للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غبارًا بحوافرها. والنقع: الغبار أيضًا، وأنشد: [من الطويل]

١٦٩٢ - كأن مثار النقع فوق رؤوسنا ... وأسيافنا ليلٌ تهاوى كواكبه.

والنقع أيضًا: رفع الصوت. ومنه قول عمر رضي الله تعالى عنه في نساءٍ يبكين على خالد بن الوليد: «ما عليهن أن يسفكن من دموعهن ما لم يكن نقعٌ ولا لقلقةٌ». وأنشد للبيد بن ربيعة: [من الرمل]

١٦٩٣ - فمتى ينقع صراخٌ صادقٌ ... يحلبوها ذات جرسٍ وزجل

وقيل: معناه: يدوم ويثبت. وقال شمرٌ: النقع هنا شق الجيوب. وأنشد للمرار: [من الوافر]

١٦٩٤ - نقعن جيبوهن على حيًا ... وأعددن المراثي والعويلا

والنقع: أيضًا: الناقع، وهو المستنقع. قال الهروي: والجمع أنقعٌ. وفي المثل: «إن فلانًا لشرب ناقعٍ»، يضرب مثلًا لمن جرب الأمور وخبر الطرق. وأصله في الدليل، لأنه متى مهر بمواضع الماء مهر بمعرفة الطريق؛ قال الحجاج: «إنكم يا أهل العراق لشرابون علي بأنقع». وفي حديث المولد: «فاستقبلوه منتقعًا لونه» أي متغيرًا. يقال: انتقع لونه، وامتقع، واتقع، واستنقع، واهتقع، والتمع، وانتسف، وانتسر، والتهم، والتمئ: أي ذهب دمه.

والنقيع: موضعٌ بالمدينة حماه عمر لنعيم الفيء. وفي الحديث: «إذا استنقعت نفس المؤمن جاءه ملكٌ» قال شمرٌ: لا أعرفه. قال الأزهري: أي اجتمعت فيه حين تريد أن تخرج كما يستنقع الماء في قراره.

<<  <  ج: ص:  >  >>