للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ن ك ث:

قوله تعالى: {فمن نكث فإنما ينكث على نفسه} [الفتح: ١٠] النكث والنقض أخوان.

والنكث: المنكوث، والجمع أنكاثٌ. قال تعالى: {من بعد قوةٍ أنكاثًا} [النحل: ٩٢]. واستعير النكث والنقص لعدم الوفاء بالعهد. قال تعالى: {وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم} [التوبة: ١٢]. والنكيثة كالنقيضة، وهي كل خصلة ينكث فيها القوم وأنشد لطرفة بن العبد: [من الطويل]

١٦٩٥ - وقربت بالقربى وجدك إنني ... متى يك أمرٌ للنكيثة أشهد

وفي حديث بعضهم: «كان يأخذ النكث من الطريق» يعني الخيط الخلق من صوفً وشعرٍ، لأنه ينكث ويعاد.

ن ك ح:

قوله تعالى: {ولا تنكحوا} [البقرة: ٢٢١] النكاح لغة: المداخلة والاشتباك. ومنه: تناكحت الأشجار، أي تداخلت أغصان بعضها في بعضٍ. ومنه قيل للوطء نكاحٌ، ويطلق على العقد لأنه سببه. وقيل هو حقيقةٌ فيهما، وقد جعله الراغب حقيقة في العقد، مستعارًا في الوطء، فقال: أصل النكاح العقد، ثم استعير للجماع. قال: ومحالٌ أن يكون في الأصل للجماع، ثم استعير للعقد، لأن أسماء الجماع كلها كناياتٌ، لاستقباحهم ذكره كاستقباح تعاطيه. ومحالٌ أن يستعير من لا يقصد فحشًا اسم ما يستفظعونه لما يستحسنونه. وفيما قاله نظرٌ لبشاع لفظتي الوطء والجماع في لسانهم، ومعناهما مرادٌ. على أن الوطء والجماع كنايتان عن الفعل المعروف، فإن حقيقة الوطء وطء الأرض ونحوها بالرجل. والجماع من الاجتماع والجمع.

ويدل على النكاح لغةً التداخل قولهم: نكح الأرض المطر. قالوا: وكل نكاحٍ ورد

<<  <  ج: ص:  >  >>