للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه، وإن لم يكن بهذه الكيفية الخاصة، لكن متى ذكر مع العقب، وأريد به الحقيقة لزم أن يمشي إلى روائه القهقري كما تقدم.

ن ك ف:

قوله تعالى: {لن يستنكف المسيح} [النساء: ١٧٢] الاستنكاف: الاستكبار والأنفة من الشيء. يقال: نكفت من كذا واستنكفت منه. وأصله من نكفت الشيء: إذا نحيته. والنكف: تنحية الدمع عن الخد بالإصبع. وأنكفته: نزهته عما يستنكف منه. ومنه الحديث: «وسئل عن: سبحان الله، فقال: إنكاف الله من كل سوءٍ». وفي الحديث: «فانتكف العرق عن جبينه» أي انقطع، مأخوذٌ من نكفت الدمع كما تقدم. وفي حديث آخر: «جاء جيشُ لا ينكف آخره» أي لا ينقطع.

ن ك ل:

قوله تعالى: {إن لدينا أنكالًا} [المزمل: ١٢] أي قيودًا. واحده نكلٌ نحو جمل وأجمال. وأصل ذلك من نكل، أي منع، لأن القيد يمنع من المشي. ومنه: نكلت به، أي فعلت به، فعلًا يمنع غيره من الوقوع في فعله. والنكول عن اليمين: الامتناع عنه. والنكل أيضًا: اللجام الثقيل، لأنه يمنع الدابة من الجماح.

ويقال: نكل عن الأمر ينكل كعلم يعلم، ونكل ينكل كفتك يفتك. قوله: {فجعلناها نكالًا} [البقرة: ٦٦] أي فجعلنا العقوبة، أو المسخة، أو القرية المعاقبة، أو الطائفة منعًا لمن تقدمها أو تأخر عنها أن يرتكبوا مثل ما ارتكبوا. وقال الأزهري: النكال: العذاب. قوله: {والله أشد بأسًا وأشد تنكيلًا} [النساء: ٨٤] أي تعذيبًا عذابًا يمنع الغير من الذنب.

وأنكلت الرجل عن حاجته: دفعته عنها، من أنكلت الحجر: إذا دفعته. وفي الحديث: «مضر صخرة الله التي لا تنكل» أي لا تندفع عما سلطت عليه. وفيه «إن الله يحب النكل على النكل. قيل: ما ذلك؟ قال؛ الرجل القوي المجرب المبدئ المعيد

<<  <  ج: ص:  >  >>