للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلام. وقال الأزهري: أي ضلوا.

وأصل النكس أيضًا العود. ومنه نكس المريض، وهو أن يعود إلى مرضه بعد إفاقته منه. والنكس: الدنيء من الرجال، أصله السهم الذي انكسر فوقه، فجعل أعلاه أسفله، قوله: {ومن نعمره ننكسه في الخلق} [يس: ٦٨] أي نرده إلى حالة الضعف كما كان حال الصغر لقوله {ومنكم من يرد إلى أرذل العمر} [النحل: ٧٠] ولذلك يصير عقله كعقل الأطفال، وكذا قوته وأكله. وهذا أمرٌ مشاهدٌ. ومثله: {ثم رددناه أسفل سافلين} [التين: ٥].

وقرئ: «ننكسه» مخففًا ومشددًا، إلا أن الأخفش قال: لا يكاد يقال: نكسته -بالتشديد -إلا لما يقلب، فيجعل رأسه أسفله. وقد حققنا هذا الحرف وقراءاته في غير هذا. ويقال: رجلٌ ناكسٌ، ورجالٌ ناكسون، وشذ جمعه على نواكس. وأنشد: [من الكامل].

١٦٩٩ - وإذا الرجال أتوا يزيد رأيتهم ... خضع الرقاب نواكس الأبصار

يروى نواكسي -بالياء - على أنه جمع تصحيحٍ لجمع التكسير. ويروى نواكس -بفتح السين -على أنه جمع تكسيرٍ فقط. ومثله في الشذوذ فوارس. وفي حديث ابن مسعودٍ: «وقيل له في رجل يقرأ القرآن منكوسًا» قال أبو عبيد: وجهه عندي أن يبدأ من آخر القرآن؛ من المعوذتين، ثم يرتفع إلى البقرة كنحو ما يتعلم الصبيان. قلت: هذا قريبٌ، ولا يجوز أن يفهم أنه يقرأ من أخر سورةٍ إلى أولها، وهذا ما لا يجوز بوجهٍ.

ن ك ص:

قوله تعالى: {نكص على عقبيه} [الأنفال: ٤٨] أي رجع إلى ورائه يمشي القهقري. ومثله قوله تعالى: {وكنتم على أعقابكم تنكصون} [المؤمنون: ٦٦]. ولا يكاد يقال إلا مع لفظ العقب. وقيل: النكوص: الإحجام عن الشيء وعدم الإقبال

<<  <  ج: ص:  >  >>