للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذنوبكم. وقيل: مالكم من ينكر علينا ما نفعل بكم كقوله: {من ولي ولا نصير} [التوبة: ٧٤]. قوله تعالى: {إن أنكر الأصوات} [لقمان: ١٩] أي أقبحها. ومنه وجهٌ منكرٌ، أي قبيحٌ ينكره من رآه ويشمئز منه. وفي الحديث: «إنه لم يناكر أحدًا قط إلا كانت معه الأهوال» أي يحارب. والمناكرة: المحاربة، لأن كل فريقٍ مخادع الآخر. قال الراغب: واستعمل المناكرة للمحاربة. ومعنى «إلا كانت معه الأهوال» كقوله: «نصرت بالرعب».

والنكر، بفتح الفاء: الدهاء. وبضمها: الشيء المنكر. وقد قرئ قوله تعالى: {إلى شيءٍ نكر} [القمر: ٦] بالوجهين، أعني ضم العين وسكونها مع ضم الفاء فقط. قال الراغب: والنكر: الدهاء والأمر الصعب الذي لا يعرف. وقد نكر نكارةً، وفي الحديث: «أتاه ملكان منكرٌ ونكيرٌ» المشهور كسر كاف منكرٍ، سميا بذلك لإنكارهما غالب الخلق، أو لأن كل أحدٍ يفزع منهما إلا من عصمه الله وثبته.

ن ك س:

قوله تعالى: {ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم} [السجدة: ١٢] أي مميلوها مطرقين ذلًا وخجلًا. وأصل النكس القلب. وهو أن يجعل أعلاه أسفله، بأن تجعل رجلا الإنسان إلى فوق ورأسه إلى تحتٍ. فبولغ في وصف المجرمين بذلك. ويجوز أن يكونوا كذلك حقيقةً.

قوله تعالى: {ثم نكسوا على رؤوسهم} [الأنبياء: ٦٥] أي قلبوا. وهو عبارةٌ عن اختلاط عقولهم وأذهانهم. قال الفراء: أي رجعوا عما عرفوا من الحجة لإبراهيم عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>