والثالث الموت، نحو:{إن امرؤ هلك}[النساء:١٧٦]، و {وما يهلكنا إلا الدهر}[الجاثية:٢٤]، {حتى إذا هلك قلتم}[غافر:٣٤]. قال الراغب: لم يذكر الله تعالى الموت بلفظ الهلاك حيث لم يقصد الذم إلا في هذا الموضع. يعني {إن امرؤ هلك}. وفي قوله:{حتى إذا هلك قلتم لن ينبعث الله من بعده رسولا}.
الرابع بطلان الشيء من العالم وعدمه رأسًا، وذلك هو المسمى فناء كقوله:{كل شيء هالك إلا وجهه}[القصص:٨٨].
وقد يطلق الهلاك على العذاب والخوف والفقر ونحوها لأنها أسبابه كقوله تعالى:{وكم أهلكنا من قرية} أي عذبناها. وقوله تعالى:{فهل يهلك إلا القوم الفاسقون}[الأحقاف:٣٥] أي يعذب عذاب اسئصالٍ، وهو الهلاك الأكبر الذي أشار إليه عليه الصلاة والسلام بقوله:"لا شر كشر بعده النار". قوله:{ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}[البقرة:١٩٥]. قيل: التهلكة ما يؤدي إلى الهلاك. والهلوك: المرأة المتمايلة في مشيها، كأنها تتهالك في مشيها، كما قال الشاعر:[من الطويل]
١٧٤١ - مريضات أوبات التهادي كأنما ... تخاف على أحشائها أن تقطعا
وكني عن الفاجرة بالهلوك لتمايلها. والهلك: الهلاك والشيء الهالك أيضًا. ومن الأول قول الشاعر:[من الطويل]
١٧٤٢ - فما كان قيس هلكه هلك واحدٍ ... ولكنع بنيان قومٍ تهدما