للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والهالكي: الحداد، وأصله من قبيلة هالكٍ، فسمي كل حدادٍ هالكيًا. وفي حديث أبي هريرة: "إذا قال الرجل: هلك الناس، فهو أهلكهم" يروى برفع الكاف على أنه فعل ذلك هو أكثرهم هلاكًا، وإذا كان كذلك كان أيأسهم لله تعالى.

هـ ل ل:

قوله تعالى: {وما أهل به لغير الله} [البقرة:١٧٣] أي صرح باسمٍ غير الله عند ذبحه كما كانت الجاهلية يفعلون عند ذبح نسائكهم فيقولون: باسم اللات، باسم العزى. والإهلال: رفع الصوت. ومنه استهل الصبي. ومنه: "لا يوزث الصبي حتى يستهل صارخًا".

وأهل بالحج: إذا رفع صوته بالتلبية به قيل: وأصل ذلك من الهلاك، لأنهم إذا رأوه صرخوا برؤيته، ورفعوا أصواتهم بها.

قوله تعالى: {يسألونك عن الأهلة} [البقرة:١٨٩] هي جمع هلالٍ، وأفعلة يلزم في فعال وفعال معتلي اللام أو مضعفين، نحو خباءٍ وأخبيةٍ، وزمام وأزمةٍ. وقد ندر عنان وعننٍ وحجاج وحجج حسبما بيناه في غير هذا الموضوع. قيل: ولا يقال: هلال إلا لأول ليلةٍ والثانية، ثم هو قمر بعد ذلك. قال الراغب: ولا يقال له هلال. وقال الهروي: والقمر إذا بدا رقيقًا في أول الشهر يقال له في الثلاث الأول هلال، وهذا مخالف لما قدمته. وقال أبو الهيثم: يقال له هلال لليلتين من أول الشهر ولليلتين من آخره، وما بين ذلك فهو قمر. وقال الأصمعي: يقال له هلال إلى أن يحجر، ويحجر إلى أن يستدير له كالخيط الرقيق. وقيل: يسمى هلالًا إلى أن يقهر ضوؤه سواد الليل. قالوا: وذلك إنما يكون في سبع ليالٍ. قيل: والهلال مصدر في الأصل، سمي به هذا الكوكب، فيقال: هل الهلال هلالًا. ويقال: أهل الهلال واستهل، مبنيين للفاعل تارة وللمفعول أخرى. ومن الأول قول الشاعر: [من الوافر]

<<  <  ج: ص:  >  >>