للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رفيقًا تشبيهًا باليهود في حركتهم عند القراءة. وكذا: هود الرائض الدابة: سيرها برفقٍ. وقال غيره في قوله: {وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفرٍ} [الأنعام:١٤٦] أي دخلوا في دين اليهودية. وهو موافق لما ذكره في قوله تعالى: {كونوا هودًا أو نصارى} [البقرة:١٣٥] قيل: هو جمع هائدٍ. وقيل: أصله تهود، فحذفت تاؤه. نقله الهروي وهو غريب.

ويهود في الأصل منقول من الفعل المضارع نحو يزيد ويشكر. فامتناعه من الصرف يحتمل أن يكون للوزن والعلمية، أو للتأنيث والعلمية باعتبار القبيلة. ويرجحه فعله المسند إليه في قول الشاعر: [من الكامل]

١٧٥٧ - قرت يهود وأسلمت جيرانها

ولنا فيه كلام أكثر من هذا وهود: اسم النبي المشهور؛ قال الراغب: وهود جمع هائد في الأصل، أي تائب. وهو اسم نبي عليه السلام.

هـ ور:

قوله تعالى: {على شفا جرفٍ هارٍ} [التوبة:١٠٩] أي ساقط متداعٍ. يقال: هار البئر يهور، وهار البناء يهور: إذا تداعى وسقط. والأصل: هاور، فقلبت الكلمة بأن قدمت لأمها وأخرت عينها فأعلت إعلال المنقوص نحو شاكٍ ولابٍ، من شوكة السلاح ولوب الغمامة. ويقال: لاقلب فيه. وإنما حذفت العين، ولذلك أعرب كالصحيح. يقال هذا بناء هارا، ونقضت بناًء هارًا. وقد نطق بالأصل فقيل: هائر كقائمٍ. وفي حديث خزيمة في ذكر السنة: "تركت المخ زارًا والمطي هارًا" أي تساقطًا ضعيفًا أمه شدة الزمان.

قوله {فانهار به} [التوبة:١٠٩] أي سقط. يقال: انهار الرجل فهو منهارٍ، أي سقط من مكانٍ عالٍ. ورجل هارٍ، وبئر هائر. وهائر في أمره، أي ضعيف، تشبيهًا بالبئر الغائر. وتهور الليل: ذهب أكثره، ومنه الحديث: حتى "تهور الليل" أي انهزم ومضى

<<  <  ج: ص:  >  >>