للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكثره كما يتهور البناء. وقيل: زفور: اشتد ظلامه. ويقال: تهير؛ قال هالراغب: فهذا من الياء. ولو كان لقيل: ميهور، يعني لو كان من الواو لقيل تهوريتهور. انتهى. وما قاله ليس بلازمٍ لجواس أن يكون وزنه تفعيل لا تفعل. والأصل تهيور فأدغم. وهذا نحو متحير والأصل متحيور. وكذلك ديار والأصل ديوار على ما أتقناه في "الدار" وغيره.

ويقال: تهور وتوهر - بقلب العين قبل الفاء. وفي حديث آخر: "ومن أطاع فلا هوارة عليه" أي لا هلاك. يقال: اهتور فلان، أي هلك. وفي حديث آخر: "من اتقى الله وفي الهورات" أي الهلكات الواحدة هورة.

هـ ون:

قوله تعالى: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا} [الفرقان:٦٣] الهون: الترفق والتثبت، أي يمشون بسكينة ووقارٍ، لا أشرًا وتجبرًا. والهون والهوان: اللين والرفق. و"هونًا" في الآية إما حال، وإما نعت مصدرٍ مقدرٍ، أي ذوي هونٍ، أو مشيًا ذا هونٍ. وقول أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: "أحبب حبيبك هونًا ما" أي حبًا قصيرًا لا إفراط فيه. وقال بعضهم: الهوان على وجهين:

أحدهما تذلل الإنسان من نفسه لما لا يلحقه من غضاضةٍ فيمدح به كقوله تعالى: {الذين يمشون على الأرض هونًا}، وكقوله عليه الصلاة والسلام: "المؤمن هين لهين". عذاب الهون} [الأنعام:٩٣] {ومن يهن الله فما له من مكرمٍ} [الحج:١٨] وقيل: فلان يمشي الهوينا، هي تصغير الهونى، والهونى تأنيث الأهون، نحو الفضلى تأنيث الأفضل. وقولهم: "امض على هينتك" من ذلك، كأنه فعلة من الهون، فقلبت الواو بانكسار الفاء نحو ديمة. وقال ابن الأعرابي في قوله عليه الصلاة والسلام: "المؤمنون

<<  <  ج: ص:  >  >>