للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هينون لينون": العرب تمدح بالهين مخففًا، وتذم بالهين اللين مثقلًا. وقال غيره: واحد وهو الصحيح، والأصل التثقيل. وهذا نحو ميتٍ وميتٍ. والهاوون من ذلك، لأن فيه تسهيل أمر الحاجات. قال بعضهم: هو فاعول، من الهون. ولا يقال: هاون لأنه ليس في كلامهم فاعل.

هـ وي:

قوله تعالى: {والنجم إذا هوى} [النجم:١] أي سقط. قيل: عنى الثريا. وقيل: أراد نجوم القرآن، فيكون هوى بمعنى ترك. وهذا من باب تحسين اللفظ، وإلا فالسقوط والنزول مقاربا. ويقال: هوى يهوي: سقط، وهوي - بالكسر - يهوى - بالفتح - أي مال وأحب. قال تعالى: {بما لا تهوى أنفسكم} [البقرة:٨٧] أي تميل وتحب. ومنه الهوى. ومنه ميل النفس إلى الشيء ومحبتها إياه. وقد غلب على الميل المذموم. قال تعالى: {ونهى النفس عن الهوى} [النازعات: ٤٠]. قال بعضهم: وهو على الإطلاق مذموم، ثم يضاف إلى مالا يذم، فيقال: هواي مع صاحب الحق، أي ميلي. وقال الشاعر: [من الطويل]

١٧٥٨ - هواي مع الركب اليمانين مصعد ... حبيب وجثماني بمكة موثق

وقيل: الهوى ميل النفس إلى الشهوة. وقيل: سمي بذلك لأنه يهوي بصاحبه في الدنيا إلى كل داهية، وفي الآخرة إلى الهاوية. وقد عظم الله تعالى ذم إتباع الهوى في قوله: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} [الجاثية:٢٣]، أي ما تميل إليه نفسه، والأصل: من اتخذ هواه إلهه، لما بيناه في غير هذا. قوله تعالى: {ولئن اتبعت أهواءهم} [البقرة:١٢٠]، إنما جمع لأن لكل واحد هوى غير هوى الآخر. ثم هوى كل واحدٍ منهم

<<  <  ج: ص:  >  >>