للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٧٩٤ - سل أميري ما الذي غيره ... عن وصالي اليوم حتى ودعه؟

وقال آخر: [من الرمل]

١٧٩٥ - ليت شعري عن خليلي ما الذي ... غاله في الحب حتى ودعه؟

وفي الحديث: "لينتهين الناس عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم".

فالودع هنا مصدر. ويحكى أن شمرًا قال: زعمت النحوية أن العرب أماتوا مصدره وماضيه، والنبي صلى الله عليه وسلم أفصح. قلت: أما فصاحته وأنه أفصح فلا نزاع فيه، ولكن يجوز أن يكون روي حديثه بالمعنى.

قوله: {فمستقر ومستودع} [الأنعام: ٩٨] قد تقدم أن المستودع الأرحام أو الأرض في مادة (ق ر ر). وتقدم قول العباس رضي الله تعالى عنه يمدح نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم: [من البسيط]

١٧٩٦ - من قبلها طبت في الظلال وفي ... مستودعٍ حيث يخصف الورق

والوديعة: ما استحفظها صاحبها عند غيره. يقال: أودعه إيداعًا، وذلك المودع وديعةً. ويعبر بها عن الهد، ومنه حديث طهفة: "لكم يا بني نهدٍ ودائع الشرك" أي عهود الجاهلية. وتوادع الفريقان، أي تعاهدوا. ومنه الموادعة، أي المعاهدة. وقيل: المتاركة، وهما متقاربان، لأن كلاً من الفريقين يعطي الآخر عهدًا أن يتركه ولا يقاتله. قال القتيبي: أعطيته وديعًا. فعلى هذا تكون الودائع في حديث طهفة جمعًا لوديعٍ. والتوديع: أن تجعل ثوبًا فوق ثوبٍ آخر وقايةً له. وفي الحديث: "فلما انصرف دعا له

<<  <  ج: ص:  >  >>