للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شجرٍ ورد. ورد الشجر توردًا وتوريدًا. أخرج نوره. وبه شبه لون الفرس.

قوله تعالى: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} [ق: ١٦] هو عرق مستبطن متصل بالكبد والقلب، وفيه مجاري الروح. وقيل: هما وريدان يستنطنان العنق ينتبضان أبدًا. قال: وكل عرق ينبض فهو من الأوراد. والمراد في الأصل طرق الماء، والواحد -وردة بالتاء- وقد يطلق على الشوارع. ومنه الحديث: "اتقوا البراز في الموارد" يعني الطرق؛ نهاهم عن التخلي فيها. كما نهاهم عنه في النادي وغيره مما في معناه.

ور ق:

قوله تعالى: {وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة} [الأعراف: ٢٢] قيل: هو ورق التين. ويزعمون أن هذه التفاريج التي فيه لمكان أصابعهما، فالله أعلم. والورق: ما أخرجه الشجر غير الثمر، والجمع أوراق، وبه شبه ما يكتب فيه فقيل فيه ورق. ويعبر عن المال الكثير تشبهيًا له بالورق في الكثرة نحو قولهم: مال كالتراب والثرى والسيل. قال الشاعر: [من الراجز]

١٨٠٣ - إليك تبت فتقبل ملقي ... فاغفر خطاياي وثمر ورقي

كذا أنشده الراغب والظاهر ما أنشده غيره بكسر الراء، يعني به الدراهم. ويقال: أورق فلان، أي أخفق. كأنه صار ذا ورق بلا ثمرٍ. ألا ترى أنه عبر عن المال بالثمر في قوله: {وكان له ثمر} [الكهف: ٣٤]. قال ابن عباسٍ: هو المال. قلت: وعلى هذا يكون قولهم: أورق فلان. تحتمل الغنى والفقر، كما قالوا: أترب، أي صار ماله كالتراب. وقيل: لصق جلده بالتراب، وصار ذا ترابٍ. والقولان منقولان أيضًا في قوله: {تربت داك} أي لصقت بالتراب، أو صار مالهما كالتراب.

قوله: {فابعثوا أحدكم بورقكم} [الكهف: ١٩] وقرئ بسكون الراء، وبكسر

<<  <  ج: ص:  >  >>