للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المارقين في مسألة "كان أحق أن تفقه ما أقول".

قلت: هذه مسألة جرت بينه وبين ابن عثمان، ذكرتها مستوفاًة في "الدر المصون" وقال ثعلب: كان وعدهم عذابين؛ أحدهما في الدنيا، والآخر في الآخرة. فلذلك قال:} بعض الذي يعدكم {[غافر: ٢٨] وهو الذي في الدنيا.

وقال الليث: بعض صلة أي زائدة، والمعنى يصيبكم بعض الذي يعدكم، وهذان القولان أعني الأول والآخر ضعيفان. أما الأول فلما تقدم، وأما هذا فلأن الأسماء لا تزاد. وقال الخليل: رأيت غربانًا تبتعض، أي يتناول بعضها بعضًا.

ب ع ل:

البعل: الزوج. وزوجة: بعلة. واشتق من لفظه مصدر، وبعل يبعل، باعل يباعل مباعلًة، كنوا بذلك عن الجماع. وفي الحديث، في أيام التشريق: "إنها أيام أكلٍ وشرب وبعالٍ" ويقال: بعل يبعل ويبعل بعلاً وبعولًة إذا صار بعلاً. واستبعل فهو مستبعل كذلك.

والبعل أيضًا: مالك الشيء وسيده، وذلك أنهم تصوروا من بعل المرأة لما كان مستوليًا عليها ومستعليًا أنه مالكها. سموا رب الشيء بعله، يقال: هذا بعل هذه الدار. قوله:} أتدعون بعلاً {[الصافات: ١٢٥] يعني إلهًا سوى الله، وذلك لما تقدم من تصورهم استعظام البعل بالنسبة إلى المرأة. فسموا معبودهم المتقرب به إلى الله، كما زعموه بعلاً، أو سموه بما كانوا يقولون إنه سيدهم وعظيمهم. قيل: كان صنمًا من ذهبٍ وفضةٍ مذكورةٌ في التفسير.

وقيل: البعل من تجب طاعته، وقيل: من معنى الزوج أيضًا. والبعل: الكل على أهله، وذلك لأن العالي على غيره يستبعل عليه أمره ونهيه فسمي بعلاً لذلك. وفي

<<  <  ج: ص:  >  >>