للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والبكر: التي لم تفتض. وقوله:} لا فارض ولا بكر عوان {[البقرة: ٦٨]. فالفارض: المسنة، والبكر: الفتية، والعوان: النصف، وهي كما قال تعالى بين ذلك. قال الشاعر: [من البسيط]

١٨٥ - لا تنكحن عجوزًا إن أتوك بها ... واخلع ثيابك عنها معلنًا هربًا

وإن أتوك وقالوا: إنها نصفٌ ... فإن أطيب نصفيها الذي ذهبا

قال الهروي: البكر: التي لم تنتج، يقال: حاجة بكر: التي لم يكن قبلها مثلها، وسحابة بكر أي لم تمطر قط ماء. وسميت البكر بكرًا لمقابلتها بالثيب لتقدمها عليها فيما يراد له النساء وجمعها أبكار، قال تعالى:} فجعلناهن أبكارًا {[الواقعة: ٣٦]. والبكرة على البير من ذلك، لتصور أول السرعة فيها.

قوله:} بالعشي والإبكار {[آل عمران: ٤١]. الإبكار مصدر أبكر يبكر. ويقال: أبكر يبكر إبكارًا. وبكر يبكر تبكيرًا فهو مبكر. وابتكر يبكر ابتكارًا فهو مبتكر. وبكر يبكر بكورًا فهو باكر، كله بمعنى واحدٍ. وإن كان قد يقع في بعضها فرق، وذلك غير خفيٍ.

ب ك ك:

قال تعالى:} للذي ببكة مباركًا {[آل عمران: ٩٦].

بكة: قيل مكة والعرب تعاقب بين الباء والميم، قالوا: ضربة لازمٍ ولا زبٍ، وسبد رأسه وسمده، وهو قول مجاهدٍ في آخرين، وقيل: بل هما مما يترادفان كبر وحنطةٍ. وإنما سميت مكة بكة لأنها تبك أعناق الجبابرة إذا قصدوا منها إلحادًا، وقيل: لازدحام الناس فيها، وفي الحديث: "فتباك الناس عليه" أي ازدحموا.

<<  <  ج: ص:  >  >>