للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر: [من الوافر]

١٩٦ - فإن أهلك فرب فتًى سيبكي ... علي مهذبٍ رخص البنان

وللناس على قوله:} على أن نسوي بنانه {تأويلان، أحدهما أن يجعل أصابعه ملتصقًة غير مفترقةٍ، بل هي كخف البعير أو حافر الحمار، فلا ينتفع بها، وهو قول أكثرهم. والثاني: إنا نقدر على أن نجمع أصغر عظامه ونؤلفها بعد تمزيق جلدها وعصبها. وإذا قدرنا على جمع هذه مع دقتها فلأن نقدر على جمع كبارها أولى وأجرى، وهذا أليق بسياق الآية.

وقوله:} واضربوا منهم كل بنانٍ {[الأنفال: ١٢] إنما خصها لأنها أنفع الأعضاء في مزاولة الأشياء لاسيما في القتال.

ب ن و:

الابن عند الجمهور لامه واو، حذفت لامه وعوض عنها همزة الوصل أوله كاسمٍ، وابنة مؤنثة وكذلك بنت، إلا أنهم عوضوا من لامها تاء التأنيث، وسمي تاء العوض كتاء أختٍ. ويكسر ابن على أبناء، ويصحح فيرفع بالواو وينصب ويجر بالياء.

قال تعالى:} المال والبنون زينة الحياة الدنيا {[الكهف: ٤٦]} يوم لا نيفع مال ولا بنون {[الشعراء: ٨٨]} يا بني إسرائيل {[البقرة: ٤٠]} وخرقوا له بنين وبناتٍ {[الأنعام: ١٠٠].

وقيل: ابن اشتقاقًا من البناء لأنه بناء أبيه أي أصل في وجوده، وقيل لكل من كان يحصل من جهته تبن أو من تربيته هو ابنه، ولملازم الشيء نحو: هو ابن السبيل، وابن الحرب.

وقوله:} هؤلاء بناتي {[هود: ٧٨] وقوله:} لقد علمت ما لنا في بناتك من حق {[هود: ٧٩] أراد نساء أمته وسماهن بناته لأن النبي أب لأمته حسبما قدمنا في

<<  <  ج: ص:  >  >>