للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه تقول: هل هذا باب كذا؟ أي الذي يتوصل منه إلى معرفة ما عقد له من الكلام. وهذا باب لكذا أي طريقه، ويطلق ويراد به السبب الموصل إلى ذلك، والعلة الحاملة عليه. فيقال: الصلاة والصوم والزكاة والحجج وأفعال البر كلها أبواب الجنة. والزنا والسرقة وأفعال الفجور كلها أبواب جهنم. لأن هذه أسباب جعلها الله تعالى موصلًة إلى ذلك إن شاء.

وقال عليه الصلاة والسلام في حق ابن عمه أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: "أنا مدينة العلم وعلي بابها"، وذلك لما أخذ عنه وأودعه إياه لاسيما من علوم القرآن. وما أحسن هاتين الكنايتين حيث شبه نفسه الزكية بمدينةٍ ملأى علمًا، وجعل عليًا موصولاً به إليها. ولذا الأمر ما علم علي بالنسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا مثل نسبة باب المدينة إليها. فأين الباب من المدينة؟ هذا مع ما علم وشهر من غزارة علم علي وتزايده.

ويجمع على أبواب. قال تعالى:} فكانت أبوايًا {[النبأ: ١٩]،} لها سبعة أبوابٍ {[الحجر: ٤٤]،} وفتحت أبوابها {[الزمر: ٧٣] ويصغر على بويبٍ. ويجمع على أبويةٍ، ولم يثبت. قال: ولاج أبوبةٍ. ويقال: بوبت الأشياء، أي جعلت لها أبوابًا تخصها. هذا من بابة كذا أي مما يصلح له، ويجمع على باباتٍ. قال الخليل: بابة في الحدود. بوبت بابًا: عملت. وأبواب مبوبة. والبواب: حافظ الباب. وتبوبت: اتخذت بوابًا.

ب ور:

البوار: الهلاك. ومنه:} وأحلوا قومهم دار البوار {[إبراهيم: ٢٨] أي الهلاك. وكنتم قومًا بورًا {[الفتح: ١٢] أي هلكى. وأصل ذلك من البوار وهو فرط الكساد، وذلك أنه لما كان فرط الكساد يؤدي إلى الفساد كقولهم: كسد حتى فسد، عبر به عن

<<  <  ج: ص:  >  >>