والعشيرة والأعمال التي كنتم تعتمدونها، إشارًة إلى قوله:} يوم لا ينفع مال ولا بنون {[الشعراء: ٨٨]. وعلى ذلك قوله:} ولقد جئتمونا فرادى [[الأنعام: ٩٤]. وقوله:} أأنزل عليه الذكر من بيننا {[ص: ٨] أي من جملتنا.
وقوله:} لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه {[سبأ: ٣١] أي متقدمًا له من الإنجيل ونحوه. وقوله:} وأصلحوا ذات بينكم {[الأنفال: ١] أي راعوا الأحوال التي تجعلكم من القرابة والوصلة، وقيل: معنى حقيقة وصلكم وذلك أن ذات كذا بمعنى صاحبة كذا، أو كأنه قيل: أصلحوا صاحبة وصلكم وصاحبة وصلهم على ما قدمنا ذكره معنى القرابة وغيرها.
والبينة: الأمر الواضح، ومنه قوله:} إني على بينةٍ من ربي {[الأنعام: ٥٧] أي أنا على أمر واضحٍ ظاهرٍ. والبينة: الحجة، ومنه:"البينة على المدعي" لأن بها ينكشف الحق ويتضح. والبينة: الدلالة الواضحة عقليًة كانت أو حسيةً. وقال بعضهم: البيان على ضربين: أحدهما أن يكون بالتنجيز، وهي الأشياء التي تدل على حالٍ من الأحوال من آثار صنعه. والآخر بالاختبار، وذلك إما أن يكون كتابًة أو إشارًة أو نطقًا، فمما! هو بيان الحال كقوله تعالى:} إنه لكم عدو مبين {[البقرة: ١٦٨]. وما هو بيان بالاختبار كقوله تعالى:} لتبين للناس ما نزل إليهم {[النحل: ٤٤]. ويسمي الكلام بيانًا لأنه يكشف المقصود.
والبيان قد يكون فعلاً أيضًا، ومنه قول الفقهاء: بيان المجمل، لأنه يكشفه ويوضحه، فالبيان أعظم من النطق لما عرفت. ويقال: آية مبينة، وآيات مبينات باسم الفاعل على معنى أنها بينت ما أريد منها، وباسم المفعول على معنى أن الله قد بينها على لسان رسله.
وقوله:} ثم إن علينا بيانه {[القيامة: ١٩] أي إخراجه من حد الإجمال إلى حد