للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من المنسرح]

٢٣ - اسْتأثَرَ اللهُ بالوفاء وبال ... عَدْلِ، وولَّى الملامَةَ الرَّجُلا

والأَثَرةُ: اسمٌ للاستئثارِ، والجمعُ الإِثَرُ، قالَه الأزهريُّ، وأنشدَ قولَ الحطيئةِ في عمرَ رضيَ اللهُ عنهُ: [من البسيط]

٢٤ - ما قدَّموكَ لها إذ آثروكَ بها ... لكنْ لأنفُسِهم كانتْ بكَ الإِثَرُ

وقولُهم: استَأثَرَ اللهُ بفلانٍ كنايةٌ عن موتِه وتنبيهٌ أنه ممّا اصطفاهُ فتفرَّدَ به دونَ الورَى. وقولُهم: ما فيها عينٌ ولا أَثرٌ أيْ بقيةٌ. وفي الحديثِ: «من سرَّهُ أن يَبسُطَ له في رزقِه ويَنْسَأَ في أثَرهِ فليصلْ رَحمَهُ» أي في أجله. وسُمِّيَ الأَجَلُ أثرًا لأنه يتبعُ العمرَ. قال كعبُ بنُ زهيرٍ: [من البسيط]

٢٥ - يسعى الفَتى لأمورٍ ليس يُدركُها ... والنفسُ واجدةٌ والهمُّ منتشرُ

والمرءُ ما عاشَ ممدودٌ له أملٌ ... لا يَنتهي العمْرُ حتى ينتهي الأثَرُ

ويروى: لا تَنْتهي العينُ.

وقولُه: {وآثارًا في الأرضِ} [غافر: ٢١] إشارةٌ إلى ما شَيَّدوا من البُنيانِ ووطَّدوا من الأحوال. وقولُه تعالى: {ما قدَّموا وآثارهُمْ} [يس: ١٢] أي قدَّموه من الأعمالِ وسنُّوه من السُّنن، فعُمل بها بعدَهُم، وفي معناه: «مَن سَنَّ سُنَّةً حسنةً. . .» الحديث.

ويقالُ: رجلٌ أَثِرٌ، أي يَستأثرُ على أصحابهِ، وقال اللِّحياني: خُذْه آثرًا ما، وأَثِرًا ما، وإِثْرًا ما، وآثِرَ ذي أثيرٍ، كلُّ ذلك بمعنى الانفراد. وقولُه تعالى: {قبضةً من أَثَرِ

<<  <  ج: ص:  >  >>