٢٤ - ما قدَّموكَ لها إذ آثروكَ بها ... لكنْ لأنفُسِهم كانتْ بكَ الإِثَرُ
وقولُهم: استَأثَرَ اللهُ بفلانٍ كنايةٌ عن موتِه وتنبيهٌ أنه ممّا اصطفاهُ فتفرَّدَ به دونَ الورَى. وقولُهم: ما فيها عينٌ ولا أَثرٌ أيْ بقيةٌ. وفي الحديثِ:«من سرَّهُ أن يَبسُطَ له في رزقِه ويَنْسَأَ في أثَرهِ فليصلْ رَحمَهُ» أي في أجله. وسُمِّيَ الأَجَلُ أثرًا لأنه يتبعُ العمرَ. قال كعبُ بنُ زهيرٍ:[من البسيط]
والمرءُ ما عاشَ ممدودٌ له أملٌ ... لا يَنتهي العمْرُ حتى ينتهي الأثَرُ
ويروى: لا تَنْتهي العينُ.
وقولُه:{وآثارًا في الأرضِ}[غافر: ٢١] إشارةٌ إلى ما شَيَّدوا من البُنيانِ ووطَّدوا من الأحوال. وقولُه تعالى:{ما قدَّموا وآثارهُمْ}[يس: ١٢] أي قدَّموه من الأعمالِ وسنُّوه من السُّنن، فعُمل بها بعدَهُم، وفي معناه:«مَن سَنَّ سُنَّةً حسنةً. . .» الحديث.
ويقالُ: رجلٌ أَثِرٌ، أي يَستأثرُ على أصحابهِ، وقال اللِّحياني: خُذْه آثرًا ما، وأَثِرًا ما، وإِثْرًا ما، وآثِرَ ذي أثيرٍ، كلُّ ذلك بمعنى الانفراد. وقولُه تعالى: {قبضةً من أَثَرِ