للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أثري} [طه: ٨٤] وقوله: {أو أَثَارَة} [الأحقاف: ٤]. وقُرئَ: (أَثَرةٍ)، قيلَ: هيَ من: أَثَرْتُ العلم آثرُهُ. ومنه: مآثرُ العربِ لمكارمِ أخلاقها، جمعُ مَأثُرةٍ، وهي ما يُروى عنها مِن ذلك.

وفي الحديثِ: «أَلا إِنَّ كلَّ دم ومالٍ ومَأثُرةٍ كانتْ في الجاهليةِ فإِنها تحتَ قَدميَّ». ومنهُ حديثُ عمرَ: «ما حَلفتُ به ذاكرًا ولا آثِرًا» أي حاكيًا له عَن غَيري. ومنه قولُه تعالى: {إلا سحرٌ يُؤثَرُ} [المدثر: ٢٤]، أي يرويهِ واحدٌ عن آخرَ. وحديثٌ مأثورٌ: أي نقلَه العَدْلُ عنِ العدل. وقيلَ: هي بمعنىً، أي بقيةٌ من علمٍ. ومنه سَمِنتِ الإبلُ على أثارةٍ، أي بقيةٍ من شَحم.

ويستعارُ الأثرُ للفَضلِ، والإيثارِ للتفضُّلِ إثارةً. قال تعالى: {لقد آثرَكَ اللهُ علينا} [يوسف: ٩١]. أي فضَّلك. وقولُه: {ويُؤثرونَ على أنفسِهم} [الحشر: ٩] مِن ذلكَ، أي يفضِّلون غيرَهُم على أنفسهم. ومنه: له عليَّ أَثَرةٌ، أي فضلٌ. ومنه الحديثُ: «إنكم سَتَلقَونَ بعدي أثَرَةٌ فاصبِروا حتى تَلقَوني على الحوضِ» أي يُستأثرُ عليكم فيفضَّلُ غيرُكم عليكم في الفيء.

فالأَثَرةُ: اسمٌ من آثَرَ يُؤْثِرُ إِيثارًا. واسْتَأثرَ فلانٌ بكذا: أي تفرَّدَ به دونَ غيرِه. وفي الحديثِ: «أوِ اسْتأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَكَ» أي تفرَّدتَ بهِ. ومنه قولُ الأعشى:

<<  <  ج: ص:  >  >>